المؤبد والسجن المشدد لأعضاء خلية «مدينة نصر»
أصدرت، أمس، محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة حكمها بمعاقبة المتهمين فى قضية خلية مدينة نصر الإرهابية، المتهم فيها 26 متهماً بينهم تونسى الجنسية، بالسجن لمدد تراوحت بين المؤبد والسجن المشدد 15 عاماً و10 و7 سنوات، وبراءة أحدهم، وذلك لاتهامهم بالتخطيط لارتكاب عمليات إرهابية ضد منشآت الدولة وتأسيس وإدارة جماعة تنظيمية على خلاف أحكام القانون، والدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى.
وصدر الحكم برئاسة المستشار شعبان الشامى، والمستشارين ياسر الأحمداوى وناصر صادق بريرى، وبأمانة سر أحمد جاد وأحمد رضا.
وعقب النطق بالحكم، هتف المتهمون داخل قفص الاتهام مرددين «الله أكبر ولا إله إلا الله»، ورفع المتهم محمد جمال الكاشف لافتة مدوناً عليها «فزت ورب الكعبة»، وحمل الآخرون لافتة أخرى كبيرة مدوناً عليها «عادل شحتو وأبوأحمد الكاشف وطارق أبوالعزم يجددون البيعة لحكيم الأمة الشيخ الظواهرى ولتنظيم قاعدة الجهاد»، وأخرى مدوناً عليها «الخلافة الإسلامية باقية»، كما حملوا صوراً لأسامة بن لادن، داخل القفص.
وقال المستشار شعبان الشامى، رئيس المحكمة، عقب النطق بالحكم، إن المحكمة ستودع حيثيات حكمها خلال الأسبوع المقبل، وستكون فى حدود 90 صفحة، وإن الحكم الذى نطقت به المحكمة جاء بعد تلاوة أوراق القضية وسماع المرافعة ومشاهدة أحراز القضية، وإن الله سبحانه وتعالى هو الذى أنطقها به.[FirstQuote]
وأكد القاضى أن المتهم الثانى بالقضية «محمد جمال عبده»، هو متهم عتيق الإجرام، فقد سبق أن اشترك فى محاولة اغتيال رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسنى مبارك فى إثيوبيا، كما اتُّهم بتفجير السفارة الأمريكية فى بنغازى.
وقالت المحكمة فى أسباب حكمها «إن الحكم إلا لله، والشعب هو الذى يصدر الأحكام، فباسم الشعب تشير المحكمة إلى بعض ما ورد بأسباب الحكم، ليعلم الشعب -وهذا حقه- ما تتعرض له مصر من مخاطر أحاطت بها وتحاك لها وما يواجهها من تنظيمات إرهابية للجماعات التكفيرية بدعوى الجهاد متخذة من الدين الإسلامى شعاراً تتستر به لتزرع بذور الفتنة والضلال وتبرير أفعالهم الإجرامية والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع للخطر».
أحد المتهمين يرفع المصحف
وأضافت المحكمة أن المتهمين أسسوا وتولوا على خلاف القانون إدارة جماعة تكفيرية إرهابية وانضموا إليها بهدف تعطيل أحكام الدستور والوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والمسيحيين والسفن الأجنبية والبعثات الدبلوماسية، وكان الإرهاب من الوسائل التى استخدموها فصنعوا المفرقعات والمسدسات وكواتم الصوت والبنادق وتدربوا على استعمالها واتخذوا مقرات تنظيمية بالقاهرة الجديدة وبرج العرب ومدينة نصر ومزرعة بالطريق الصحراوى، واستخدموها فى إجراء التدريبات وتخزين الأسلحة والمضبوطات، وتثبت الأدلة التهم ضد المتهمين، وقمة الفساد فى الحرب على المجتمع من خلال تهديد أمن المواطنين والاعتداء على ممتلكاتهم. وذكرت المحكمة المضبوطات التى جرى ضبطها من منطقة المثلث بمدينة نصر وهى «مسدسان 9 مللى وبندقية هدستان وبندقية آلية وبندقية قناصة وجسم رشاش وماسورة مجهولة العيار و2 خزنة بندقية آلية و5 آر بى جى وأسلحه مجهولة المصدر وذخائر و3 صواريخ كاتيوشا 132 مللى و2 صاروخ مايوتك مضاد للدبابات و2 طبة 132 لزوم الصاروخ الأول و3 مقذوفات آر بى جى غير موجود بالخدمة العسكرية و32 طلقة و9 طلقات عيار 962 و63 جسم قنبلة F1 ومفجرها وحامل إطلاق لصاروخ الكاتيوشا ومتفجرات أخرى». كما جرى ضبط عدد من اللوحات الإلكترونية للتفجير عن بُعد باستخدام التليفون المحمول وأجهزة كمبيوتر محمول عليها مقاطع فيديو لحاملات الطائرات الأمريكية وقناة السويس وصناعة المتفجرات وطرق الحصول عليها والدوائر الإلكترونية وتدمير طرق المواصلات وتفخيخ السيارات والسموم وأنواعها والحزام النارى وطرق التشويش على الرادارات. وثبت من الاطلاع أن المضبوطات تتضمن مخططات باسم «معركة فتح مصر» يتضمن ضرورة التوظيف العسكرى للقاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية واختراق بنية الدولة لاستهداف الأقباط ودور عبادتهم وقتل رموزهم وأماكن تجمعاتهم.
المتهمون يرفعون أعلام «الخلافة الإسلامية» ويجددون البيعة لـ«الظواهرى» عقب النطق بالحكم