بروفايل| «أبوالنصر».. «هدوء».. فى قلب «العاصفة»
بهدوئه المعتاد، يجلس الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم، فى مكتبه داخل ديوان عام الوزارة، يتابع عن قرب سلسلة من الحوادث المختلفة، ما بين سقوط «باب» على رأس تلميذ، وانهيار سور على آخر.
وعلى الرغم من تصريحات «أبوالنصر» النارية، مراراً بـ«أن الاستهانة بسلامة التلاميذ خيانة عظمى»، فإن الخطر لا يزال يحاصر أرواح التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية على اختلاف أماكنهم. فى سجلات الموتى صار للتلاميذ مكانهم بعد سقوط 3 وفيات فى مراحل دراسية مختلفة، كان آخرها حادثة الطفل «أدهم» بمدرسة «النشرتى» فى مركز أطفيح بالجيزة، الذى لقى مصرعه بعدما دهسته سيارة التغذية المدرسية وأصابت زميله.
تأسف الوزير على وفاة التلاميذ الثلاثة فى هذه الفترة القصيرة، سواء كان نتيجة إهمال أو تقصير أو قضاء وقدر، واتخذ ما أطلق عليه «إجراءات عقابية» ضد المسئولين المباشرين عن هذه الحوادث الدامية، ومنهم مسئول هيئة الأبنية التعليمية. تحذيرات «أبوالنصر» لمسئولى «التعليم» فى المحافظات بعدم التهاون فى متابعة المدارس، وضرورة التأكد من توفير سبل الأمان والسلامة لجميع الطلاب، ومرور اللجان المتخصصة بمتابعة المدارس فى كل المحافظات، لم تلقَ اهتماماً، ولم يتم إنجاز المهام المفترض القيام بها لضمان كفاءة مرافق المدارس التى انتهت صلاحياتها منذ زمن. لتتحول كل حادثة إلى مجرد تصريحات وعقوبات مختلفة يطلقها الوزير على كل المسئولين المتخاذلين والمقصرين فى عملهم فى المدارس والإدارات التعليمية المختلفة، لدرجة تصل إلى حد الإقالة، وإعطاء تعليمات مشددة لمدير هيئة الأبنية التعليمية وكل مديرى المديريات التعليمية، بـ«بذل أقصى جهد» وتكليف جميع مديرى المدارس بـ«التأكد من سلامة المدارس وتوفير بيئة آمنه للطلاب».
«أبوالنصر» الذى تخرج فى كلية الهندسة جامعة عين شمس، والحاصل على درجة الماجستير من نفس الكلية عام 1981، والدكتوراه من إنجلترا عام 1986، وضع خطة عمل للانتهاء من الصيانات والترميمات اللازمة فى مختلف المدارس للحفاظ على سلامة الطلاب والمعلمين والقائمين على العملية التعليمية، كما شكَّل لجنة بكل مدرسة للكشف عن الصيانات البسيطة والشاملة، لكن الخطط التى وضعها الوزير وأعلن عنها مراراً لم تجد طريقها للواقع لتترك التلميذ وحده فى مواجهة الخطر وأحياناً الموت.