داعش.. «دولة الإرهاب»
عانق أصدقاءه واحداً تلو الآخر، بينما يغنى أحدهم بصوت جميل يحبه فى القرآن والإنشاد، «نشيد اليوم مبهج بما يليق حقاً بيوم زفافه الذى انتظره طويلاً: زفوا الشهيد بجرحه بدمه بثيابه، عطر جبينه إياكم تنفضوا ترابه، زفوا الشهيد لبيته الثانى فى الجنة». يقولها المغنى بنغمة سعيدة، فيرد الجميع: «الله الله الله». فكر أنه الآن ذاهب إلى رسول الله، سيراه أخيراً، سيفتخر أمامه بما صنع من أجل الإسلام فيتبسم له الرسول ويعانقه.. أسعدته الفكرة، فابتسم بينما يضغط على زر التفجير بيد ثابتة لم ترتجف لحظة. مشهد يكرره يومياً عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى، حاصدين به أرواحاً حكموا عليها بالكفر والعصيان، مدمرين كل القيم الإنسانية والإسلامية، محتلين صدارة الترتيب كأكبر تنظيم إرهابى «دموى» فى التاريخ. «الوطن» ترصد بداية التنظيم الإرهابى فى العراق وكيف انتقل إلى سوريا مستغلاً الأوضاع السياسية هناك، كما رصدت المقاتلين الأجانب فى صفوف التنظيم ومصادر دخله من الحقول البترولية، إضافة إلى الدول المشاركة فى التحالف الدولى ونتائج الغارات الجوية على التنظيم فى سوريا والعراق.
من «رحم» العراق خرج «التنظيم»
بدأ تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق يعرف نفسه على أنه تنظيم سلفى جهادى يهدف إلى تطبيق الشريعة وإحياء الخلافة الإسلامية، تأسس رسمياً فى 15 أكتوبر عام 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين وتم اختيار «أبوعمر» زعيماً له وبعدها تبنى العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل أبوعمر البغدادى يوم الاثنين 19/4/2010، أصبح أبوبكر البغدادى زعيماً لهذا التنظيم. بالعودة إلى حلف المطيبين، وهو حلف تأسس بقرار مما عُرف وقتها بـ«مجلس شورى المجاهدين فى العراق»، وقد تم بين مجلس شورى المجاهدين فى العراق وجيش الفاتحين وجند الصحابة وكتائب أنصار التوحيد والسنة، وجاء الحلف كرد فعل على عدم رضا تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين عن اختيار أبوأيوب المصرى خليفة زعيم تنظيم القاعدة فى العراق، أبومصعب الزرقاوى، المعروف أيضاً باسم أبوحمزة المهاجر. ودعا الشيخ أبوأسامة العراقى، الذى تصفه مواقع الأصوليين بأنه أحد قادة الجهاد فى بلاد الرافدين، زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى شريط فيديو بُث على شبكة الإنترنت، إلى خلعه من قيادة التنظيم فى العراق. وعدد أبوأسامة سقطات أبوأيوب فى العراق فى الشريط الذى بثته مؤسسة تدعى «كلمة حق» على الإنترنت. وفى عام 2007، وبعد أشهر قليلة، قام أبوحمزة المهاجر، زعيم تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين، بمبايعة أبوعمر البغدادى ليندمج بذلك تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين مع الدولة الإسلامية تحت اسم «الدولة الإسلامية فى العراق». وفى أبريل 2013، أعلن أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق، مد نشاطه إلى الشام وإعلان ضمه لجبهة النصرة ليصبح اسمه الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش)، وهو الأمر الذى رفضه أبومحمد الجولانى، قائد جبهة النصرة، وأعلن تبعيته المباشرة لتنظيم القاعدة الرئيسى بقيادة «الظواهرى». وتمتد العلاقة بين «الجولانى» و«البغدادى» إلى ما قبل اندلاع الأحداث فى سوريا؛ حيث سبق لـ«الجولانى» مبايعة تنظيم «البغدادى» والقتال تحت إمرته فى العراق قبل أن ينتقل إلى سوريا ويشكل جبهة النصرة بدعم مالى وعسكرى من الدولة الإسلامية (كما أقر الجولانى نفسه)؛ حيث بدا أن «البغدادى» لا يرى «النصرة» أكثر من فرع من فروعه أسسها أحد جنوده بدعم منه شخصياً، لكن يبدو أن «الجولانى» كان يرى غير ذلك حين رفض إعلان «البغدادى» وأعلن تبعيته المباشرة لـ«القاعدة» وزعيمها أيمن الظواهرى.
الجماعات المتطرفة التى أعلنت ولاءها لـ«داعش»
1
إمارة القوقاز:
شبكة مرتبطة بتنظيم القاعدة أعلنت مبايعة «البغدادى» وعناصرها تقاتل إلى جانب «داعش».
2
أنصار بيت المقدس:
جماعة إرهابية فى شمال سيناء أعلنت ولاءها لـ«داعش» متخذة راية التنظيم رمزاً لها.
3
أنصار الشريعة:
جماعة متطرفة تنتشر فروعها فى ليبيا وتونس أعلنت عن موالاتها لـ«داعش».
4
القاعدة فى المغرب الإسلامى:
انفصلت «جند الخليفة» الجزائرية عن تنظيم القاعدة فى شمال أفريقيا واتحدت مع «داعش».
5
بوكو حرام:
جماعة متطرفة تنشط فى نيجيريا والمناطق الحدودية للدول المجاورة لها أعلنت مبايعة التنظيم.
6
القاعدة فى الجزيرة العربية:
جماعة متشددة أعلنت عن تضامنها مع مقاتلى «داعش»
7
طالبان:
الفرع الباكستانى للحركة تعهد بدعم مقاتلى داعش ضد هجمات التحالف الدولى.
8
القاعدة فى الهند:
جماعة متطرفة جديدة تعلن دعمها لتنظيم «داعش».
داعش.."دولة الإرهاب".. «ملف تفاعلي»