معاناة «السيناوية»: الموت برصاص الإرهاب.. أو«وقف الحال»
«بين مطرقة الإرهاب ورصاصات الغدر والاغتيال.. وسندان حظر التجوال ووقف الحال».. هكذا يقضى أهالى رفح والشيخ زويد يومهم، منذ بداية الحرب على الإرهاب، حرب دفع الأبرياء من الأهالى جزءاً من ثمنها بدمائهم التى سفكتها جماعات التكفير، بحجة تعاونهم مع الجيش، وبأموالهم بعد أن ضرب الكساد التجار.
«10 ساعات فقط، هكذا أصبح اليوم فى الشيخ زويد ورفح، منذ 13 شهراً، فالحياة تتوقف فى المدينة يومياً من الخامسة مساءً، وتعود من جديد فى السابعة صباحاً»، بهذه الكلمات بدأ محمد السواركة، أحد أبناء القبائل بمدينة الشيخ زويد، حديثه معنا عن معاناة السيناوية، قبل أن يستدرك قائلاً: أضف إلى ذلك أن تنظيم «أنصار بيت المقدس» قتل العشرات من الوجهاء والمشايخ والأفراد المتعاونين مع القوات الأمنية فى حربها على الإرهاب. وأضاف «السواركة»: الناس يعيشون فى عزلة متناهية، فالأكمنة الثابتة والمتحركة تغلق الطرق من الخامسة عصراً حتى السابعة صباحاً، وتحركاتهم نهاراً يشوبها الحذر خشية السقوط ضحية للإرهاب. وأثر الحظر على كل الخدمات فى المدينتين، بما فيها الخدمات الصحية، يقول الدكتور طارق خاطر، مسئول الصحة بشمال سيناء: غلق الطرق صعّب مهمة الإسعاف، فى نقل المرضى، وجعل من الصعب على الأطباء تقديم خدماتهم بمستشفيات المدينتين حتى بأجر مضاعف.
إغلاق الكمائن على طول الطريق من العريش حتى الشيخ زويد ورفح بشكل شبه يومى، أضر بالعملية التعليمية أيضاً، كما يقول عبدالسلام حسن، من المدرسين القادمين من العريش باتجاه مدارس الشيخ زويد ورفح، مضيفاً: أن مدارس المدينتين تبدو خاوية فى أغلب الأيام بسبب نقص المدرسين، لصعوبة قدومهم من العريش.
«قطع شبكات الاتصالات، زاد عزلتنا».. هذا ما أكده أحد أبناء الشيخ زويد، طلب عدم نشر اسمه، مضيفاً: «قطع الاتصالات -محمول وإنترنت- لأكثر من 8 ساعات بشكل يومى، قوّى من نفوذ الجماعات التكفيرية التى لا تستخدم شبكات الاتصالات المصرية الثلاث، وقلص قدرة المتعاونين على الإبلاغ عن تحركات الإرهابيين. وتابع الرجل: جماعات التكفير لا تتأثر بقطع الشبكات أو غلق الطرق، لأنهم يستخدمون شبكات الاتصالات الإسرائيلية ووسائل اتصال أخرى، كما يستخدمون طرقاً التفافية يستطيعون من خلالها الانتقال بين العريش والشيخ زويد ورفح. وشدد على محمود، مواطن سيناوى، على ضرورة تغيير قوات الجيش آلياتها فى الحرب على الإرهاب، وحماية وتأمين المتعاونين من الأهالى، وتعزيز قبضتها على المناطق الصحراوية. كما طالبت أمانى محمد، من أهالى رفح، بتغيير خطة تأمين الحدود، وقالت إنه رغم الاستنفار فى منطقة الأنفاق، فإن عمليات التهريب وتسلل الأفراد لا تزال مستمرة، والأجهزة الأمنية تعلم أن ما لا يقل عن 3 آلاف فلسطينى نجحوا فى التسلل من غزة إلى رفح عبر الأنفاق، وانتقلوا منها إلى العريش، ووصلوا إلى الإسكندرية ومنها إلى إيطاليا فى رحلات الهجرة غير الشرعية، وهو ما كشفته مواقع فلسطينية وإيطالية.
وتساءلت «أمانى»: أين الرقابة على الأنفاق، ومن المسئول عن وقف عمليات التسلل؟ خاصة أن أغلب الجماعات المسلحة تأتى من الأنفاق بالتعاون مع خارجين عن القانون، لمساعدة «أنصار بيت المقدس» فى عملياتها.