مصطفى الفقي في حفل توقيع مذكراته: مبارك كان حاكما وطنيا حتى النخاع
الدكتور مصطفى الفقي يناقش مذكراته بالجمعية التاريخية
انطلق منذ قليل، حفل توقيع ومناقشة كتاب «الرواية.. رحلة الزمان والمكان»، تأليف الكاتب الدكتور مصطفى الفقي وذلك بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية.
وقال الدكتور مصطفى الفقي في بداية الندوة: «سلكت في المذكرات اتجاها جديدا ومختلفا عن تمجيد الذات حتى أكون صادقا أمام ضميري، وآثرت أن أكون صادقا لا أنحاز ولا أتحدث بادعاء كاذب، واعتمدت على طريقة أعطى القارئ نبذات صغيرة عن الموضوعات ولا أفرض رأيا على القارئ».
مصطفى الفقي: أنا من الذين انصفوا مبارك
وأضاف «الفقي»: «لم يختلف أحد مع ما جاء في الكتاب أو ما جاء في برنامج الفرص الضائعة، وأنا من الذين انصفوا مبارك بشكل لم ينصفه أحد، وقلت بوضوح أنه كان حاكما وطنيا حتى النخاع، وقاد سلاح الطيران ونجح في مهمته، وقد رأينا الكثير من الأكاذيب والبعض حذف صورة سعد الدين الشاذلي من غرفة قيادة الحرب وكذلك حدث مع مبارك».
وأكمل الفقي: «قابلت زكريا محي الدين في مطار فيينا ولم يكن أجرى مقابلة صحفية واحدة في حياته، فوجدتها فرصة ذهبية سألته عن الفترة الناصرية، فقال سرا وطلب نشره بعد وفاته، وتحدث عن واقعة حدثت قبل الثورة بأيام عندما وضع خطة لاقتحام القصر فقال عبدالناصر بعد مغادرته «هو فاكر نفسه قائد الثورة ولا إيه؟»، ولذلك أخذت جانبا ورفضت تولي أي منصب بعد الثورة».
ويشمل الكتاب عشرين فصلًا، مع مقدمةً ضافيةً وخاتمةً بالخُلاصات والدروس المستفادة، يسرد فيها الفقي مسيرته بحسٍ روائي ممتع، يجعل من مفردة «الرواية»، التي اختارها عنوانًا لحياته، مفردةً في مكانها، يسرد الفقي ما يتجاوز الخمسة وسبعين سنة من حياته وحياة مصر دون أن يغفل أي تفصيلة مهمة أو يغض الطرف عن لحظة شائكة أو يشيح بوجهه عن واقعةٍ إشكالية، ما يجعلنا أمام سيرة ليست فقط شفافة، لكن شجاعة إن جاز التعبير.
سر غضب الرئيس الأسبق حسني مبارك من «الفقي»
ومن بين ما تضمنته المذكرات ما يكشفه «الفقي» عن سر غضب الرئيس الأسبق حسني مبارك منه، وذلك لأنه تأخر عن موعد معه بسبب الازدحام المروري.
يقول الفقي: «تأخرت ذات مرة عن موعدي مع الرئيس الراحل مبارك، وكان ذلك في الأسبوع السابق على عيد العمال، في مطلع تسعينيات القرن الماضي، إذ كانت خطبة الرئيس في تلك المناسبة تحتاج إلى عملية تجميع لأوراق ووثائق، فضلا عن الأرقام والإحصائيات، لأن خطاب عيد العمال بالذات كان له طابع اقتصادي أكثر منه سياسيا، بدأت أجمع المادة التي سوف يستقي منها الخطاب بصفحاته الكثيرة، فقال لي الرئيس مبارك إنه يرغب في أن أحضر إليه هذه الأوراق مرتبة يوم السبت».
وتابع: «كان ذلك في مساء يوم الخميس السابق عليه، فعكفت على الأمر وانتهيت منه، وكان الرئيس مقيما في استراحة الفرسان، التابعة لهيئة قناة السويس بالإسماعيلية، ولا أدري ماذا جرى في ذلك اليوم، فلقد كان المرور صعبا والطريق مزدحما، وكان موعدي مع الرئيس في الثامنة والنصف صباحا، ووصلت إلى استراحة الرئيس في التاسعة والربع».
يذكر أن قدم الندوة الدكتور أيمن فؤاد السيد رئيس الجمعية التاريخية، وناقش الكتاب كل من: الدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور جمال شقرة مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور أحمد رجب عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، والمستشار فادي الحبشي المستشار القانوني لمكتبة الإسكندرية، والدكتور سامح فوزي الكاتب الصحفي وكبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية واللواء محمد الشافعي، واللواء هشام وصفي.