بالصور| الأوبرا المصرية القديمة عاصمة الفن الراقي في الشرق الأوسط
حلم دوما الخديو إسماعيل، أن يحول القاهرة عاصمة مصر الحديثة إلى باريس الشرق الأوسط.
وتميزت فترة حكمه، بالدفعة الحضارية التي حققها، ومازالت معالمها شاهدة على عصره إلى الآن، فمن حفر قناة السويس إلى إنشاء كوبري قصر النيل، إضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه، استخدام البريد وتطوير السكك الحديدية، وتشييد القصور الفخمة مثل قصر عابدين، إلى إنشاء دار الأوبرا الخديوية أو الملكية كما كانت توصف آن ذاك في القاهرة.
وخطط إسماعيل، لبناء دار الأوبرا الملكية، تمهيدا للاحتفال بافتتاح قناة السويس ودعوته لكبار ملوك وملكات أوروبا لمشاهدة نجاحه في أعظم مشاريع العالم وقت ذلك وهو مشروع قناة السويس.
وسعى الخديو لبنائها لتكون تحفة معمارية تضاهي مثيلاتها في العالم، فصممت على الطراز الإيطالي الذي عرف بفنه الراقي وتميزه في تقديم عروض الأوبرا، وذلك على يد المهندسان الإيطاليان "بيترو أفوسكاني" و"روسيي"، وتم الاستعانة بالعديد من الرسامين والمصورين لتجميل الدار بلوحات وصور لكبار الموسيقيين والشعراء.
وافتتح الخديو دار الأوبرا القديمة، يوم 1 نوفمبر عام 1869، بعد عمل دام ستة أشهر، وبصحبته الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وملك النمسا وولى عهد بروسيا.
واعتبرت الأوبرا الخديوية أول دار أوبرا في إفريقيا والشرق الأوسط، وعرفت وسط العالم بفخامتها وعظمتها، وكانت أولى معزوفتها مقطوعة "ريغوليتو"، للمؤلف الإيطالي "جوزيبي فيردي".
وكانت أولى عروضها المسرحية أوبرا عايدة الفرعونية، والتي تم اكتشافها على يد عالم الآثار الفرنسي "اوجست ماريتا" خلال الحملة الفرنسية وقام بترجمتها، كلف الخديو الموسيقار "فيردي" بتأليف موسيقى لها مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وتم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس، بتكلفة بلغت 250 ألف فرنك لتعرض عام 1871.
واستمرت الأوبرا الخديوية كواجهة لمصر لخدمة الفن الراقي، والتي تكون هيكلها من الخشب بالكامل لتسع مساحتها 850 مقعد، وخصص مكان بها للشخصيات الهامة، إلى أن كتب ذلك الخشب الذي تميز به نهايتها المأسوية، حين اندلعت النيران بها عام 1971، لتحرقها بالكامل ولم يتبق منها سوى ذكراها في ميدان الأزبكية الآن.
وعاشت القاهرة، بدون دار للأوبرا فترة طويلة إلى أن تم افتتاح دار الأوبرا الحالي بالقاهرة عام 1988.