هناء وياسر وأبناؤهما الـ5 يحيون فن الخيامية: مهنة قاربت على الاندثار (صور وفيديو)
«ياسر»: بدأت في عهد الفاطميين.. وسعر القطعة على حسب الشغل
ياسر وهناء
داخل منزلهما، وبأدوات بسيطة لا تتعدى الخيط والإبرة والمقص وقطع القماش وماكينة خياطة، تجلس أسرة «ياسر» المكونة من زوجته «هناء» وأبنائهما الخمسة يمارسون مهنة الخيامية، وهي فن الرسم على القماش بأنواعه باستخدام الخيط، تلك الحرفة التي بدأت الأسرة نشرها بمسقط رأسها في قرية «قمن العروس» بمركز الواسطى بمحافظة بني سويف، في ظل مخاوف من اندثارها وتراجع أعداد العاملين بها.
«الخيامية» فن تراثي للرسم اليدوي على القماش
يقول ياسر عبد العظيم، إن مصطلح الخيامية مستمد من كلمة «خيمة»، وكذلك من شارع «الخيامية» أحد أشهر أسواق القاهرة، والذي يقع في شارع الغورية، وسُمى بهذا الاسم نسبة لتلك الحرفة، حيث يمتلأ الشارع بمجموعة من الورش التي تخصصت في هذا النوع من التراث الفني العريق.
لمشاهدة فيديو لقاء «الوطن» بأسرة «ياسر» داخل ورشته
والخيامية فن مصري مشتق من كلمة «خيام»، وهو صناعة الأقمشة الملونة التي كانت تستخدم قي عمل أقمشة السرادقات، وربما يمتد تاريخ هذه المهنة إلى العصر الفرعوني، ولكنها بالتأكيد أصبحت أكثر ازدهاراً في العصر الإسلامي، لاسيما العصر الفاطمي، وصولا للرسم على الأقمشة باستخدام الخيط سواء كان الرسم شكل معين أو صورة لشخص أو أي صورة نرغب في رسمها، حسبما يروي ياسر عبدالعظيم.
وتابع: «الخيامية فن يحتاج الصبر، حيث تأخذ القطعة الواحدة وقتا طويلا في عملها، وشخصيا أقوم بتقييم أي قطعة نقوم بعملها من خلال الجهد والوقت المبذول بها».
الزوجة: بدأنا نشر الخيامية بقريتنا
وقالت الزوجة هناء حسين «جميع أفراد أسرتي يعملون في الخيامية، بل أن أقاربنا يعملون أيضا بها، وبدأنا في نشر تلك الحرفة في قريتنا قمن العروس، إذ وصل عدد الأسر التي تعلمت الحرفة بالقرية إلى 30 أسرة، نشرف على تعليمهم ونساعدهم في تسويق منتجهم، حيث يقوم زوجي بذلك، ونشارك في المعارض لعرض منتجاتنا والتي تلقى قبولا من الزبائن والذي يأتون إلينا بالاسم».
«هناء»: شاركت في معرض «تراثنا» بأسوان
وأضافت «نشارك في المعارض، وشاركت مؤخرا في معرض تراثنا بأسوان، والذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وأعجب بما نقدمه، وقدمت له هدية بسيطة من أعمالنا تحمل صورته وأعجب بها كثيرا، وتحدثت معه وطالبته بمساعدتنا في إدخال مشروع الصرف الصحي لقريتنا قمن العروس، ووعدني بأن كل القرى ستدخل مشروع حياة كريمة ومن بينها قريتنا»، لافتة إلى أنه كان حوار أبوي ودود للغاية، شعرت خلاله ببساطة الرئيس السيسي وتواضعه.
وقالت «كنا نقيم في القاهرة، وهناك في شارع الخيامية تعلمنا تلك الحرفة أنا وزوجي، ثم انتقلنا إلى قريتنا، لنبدأ مشروعا جديدا، وهو تعليم أهالي القرية هذه الحرفة، وبالفعل تجاوب عدد من الأسر معنا».