رئيس «نوعية الهواء بالبيئة»: ودَّعنا السحابة السوداء.. وانخفاض التلوث حدّ من الأمراض التنفسية.. وسيطرنا على تلوث المصانع بنسبة 85%
أنشأنا 115 محطة رصد للملوثات و84 منشأة صناعية على مستوى الجمهورية
الدكتور مصطفى مراد
قال الدكتور مصطفى مراد، رئيس قطاع نوعية الهواء بوزارة البيئة، إن محطات رصد ملوثات الهواء، رصدت انخفاضاً ملحوظاً فى معدلات تلوث الهواء، ما انعكس بشكل كبير على صحة المواطنين، طبقاً لقياسات معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى، كنتيجة لتعاون كل قطاعات الدولة، وإنشاء مجمعات صناعية صديقة للبيئة، وتوفير حوافز وقوانين صارمة ساهمت فى وقف الحرق المكشوف للمخلفات البلدية.. وإلى نص الحوار:
ما الوضع الحالى لمعدلات تلوث الهواء فى مصر، وهل اختفت السحابة السوداء دون رجعة؟
- لم تعد مكافحة التلوث مسئولية وزارة البيئة فقط، وإنما جميع الوزارات، وهو ما كان سبباً فى انخفاض معدل الجزيئات العالقة فى الهواء بنسبة 25%، إذ سيطرنا على التلوث الناتج من المصانع بنسبة 85%، ووصل معدل إنشاء محطات رصد الملوثات فى القاهرة إلى 95% من المستهدف بحلول 2030، وأنشأنا 115 محطة رصد للملوثات على مستوى الجمهورية من أصل 120 محطة مستهدفة، بخلاف شبكة الرصد اللحظية للمنشآت الصناعية وعددها 84 منشأة صناعية، ومنظومة الإنذار المبكر للتنبؤ بمستويات التلوث، ورصدت تلك المحطات انخفاضاً ملحوظاً فى نسب التلوث وصل نحو 25% وهو ما كان سبباً فى اختفاء ظاهرة نوبات تلوث الهواء الحادة التى كانت تعرف إعلامياً باسم «السحابة السوداء»، خلال العامين الأخيرين.
ولكن ما الذى تغيّر فى الأعوام الأخيرة وتسبّب فى اختفاء تلك الظاهرة خصوصاً فى القاهرة؟
- الوقود المستخدم فى النقل، والاعتماد على الوقود الأحفورى، كان أحد أبرز أسباب التلوث فى القاهرة، وهو ما تغير بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، بالاعتماد على وسائل للنقل الجماعى صديقة للبيئة، الأمر الذى ساهم فى خفض عدد المركبات التى تنتج غاز ثانى أكسيد الكربون الملوِّث للبيئة، إذ شهد قطاع النقل تحولاً كبيراً إلى استخدام الغاز الطبيعى، كما شهدنا مشروعاً قومياً لإحلال وتجديد السيارات المتقادمة للعمل بالطاقة النظيفة والغاز، إلى جانب مساهمة قطاع النقل الكهربى الجماعى، نتيجة تشغيل خط المترو الكهربى والبدء فى تحول خطوط أوتوبيسات النقل الجماعى للغاز وطرح أوتوبيسات كهربائية فى القاهرة والإسكندرية، وخلال أربع سنوات سنشهد انخفاضاً ملحوظاً فى الاعتماد على الوقود التقليدى، لصالح استخدام الغاز الطبيعى والكهرباء، وبخلاف ما حدث فى قطاع النقل، تسبب تشديد الرقابة والمحاسبة وتوفير حوافز لإعادة التدوير والمدافن الصحية، فى اختفاء ظواهر الحرق المكشوف للمخلفات البلدية، فى عدد من المناطق والمحافظات.
د. مصطفى مراد: نستهدف تحويل أوتوبيسات النقل العام إلى حافلات تعمل بالكهرباء والغاز بنسبة 100% خلال خمس سنوات
متى نشهد تحولاً كاملاً لأوتوبيسات النقل العام إلى استخدام الكهرباء؟
- بدأنا التجربة بحافلتين فى الإسكندرية ووصلنا لنحو 15 حافلة الآن بها، ولـ100 حافلة فى القاهرة، ونستهدف الوصول إلى التحول للغاز الطبيعى والكهرباء بنسبة 100% فى غضون 5 سنوات، والأمر لا يتعلق فقط بالتحول للكهرباء أو الغاز الطبيعى، ولكن بتوفير البنية التحتية الكاملة من محطات تزويد الكهرباء والغاز الطبيعى وتدريب القائمين على تلك المحطات وسائقى المركبات، وحتى الأفراد، للتعامل مع المركبات الجديدة، وهو ما يتم الآن بالتعاون مع البنك الدولى ممول المشروع.
وهل ما تم رصده من تحسن نسبى فى نوعية الهواء انعكس على صحة المواطنين؟
- بالتأكيد ظهر ذلك بشكل كبير فى قياسات انخفاض معدل الإصابات بأمراض الجهاز التنفسى، نتيجة انخفاض تلوث الهواء ووجود الجزيئات العالقة، التى كانت تسبب العديد من المشكلات التنفسية، كما انخفضت معدلات الإصابة للعاملين بشكل مباشر فى المصانع.
استراتيجية مكافحة تلوث الهواء
هناك عدة محاور لتلك الاستراتيجية، منها إصدار قوانين وتشريعات للحد من تلوث الهواء من خلال أكبر تعديل يطرأ على قانون البيئة منذ صدوره، إلى جانب صدور قانون المخلفات الذى كان له دور فى وضع آليات لإعادة تدوير المخلفات والتعاون بين الجهات المختلفة فى هذا الأمر، ما ساهم فى اختفاء العديد من الظواهر السلبية كالحرق المكشوف للمخلفات العضوية والصلبة فى مقالب القمامة، ومن المحاور إحكام السيطرة على المصانع بتركيب فلاتر تنقية الهواء من الجزيئات العالقة التى تعتبر واحدة من أبرز المشكلات التى تسبب التلوث بمصر طبقاً لدراسات دولية فى البلدان المختلفة، ومن محاور الاستراتيجية أيضاً التخطيط للمدن الصناعية الجديدة بأن تكون صديقة للبيئة ووجود نظم وقواعد منظمة لها.