نائب إسرائيلى يقتحم «الأقصى».. و«نتنياهو» يدعو إلى «ضبط النفس»
تواصلت حالة التوتر فى القدس، صباح أمس، بعد اقتحام النائب الإسرائيلى المتطرف «موشيه فيجلين» للمسجد الأقصى وسط حراسة أمنية مشددة من قبَل قوات الاحتلال الإسرائيلى، فيما فرضت الشرطة الإسرائيلية قيوداً على دخول المصلين إلى الحرم القدسى. ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو نواب «الكنيست» إلى التحلى بـ«ضبط النفس» فى ما يتعلق بمسألة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
وقال ديوان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى بيان، إن «نتنياهو» دعا إلى تهدئة الوضع والتحلى بالمسئولية وضبط النفس، ووجّه الرسالة إلى رئيس الكنيست «يولى إدلشتاين»، داعياً إياه إلى «العمل مع النواب على التهدئة». ووجّه الرئيس الإسرائيلى السابق شيمون بيريز، أمس، انتقادات غير مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية، داعياً إياها إلى تقديم خطة سلام مع الفلسطينيين.
وقال «بيريز»، فى حفل إحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، إن «من تخلوا عن السعى فى سبيل السلام سُذّج يعيشون فى الوهم وليسوا وطنيين». وأضاف: «مؤسف أن تكون مبادرة السلام الوحيدة المطروحة عربية، أين مبادرة السلام الإسرائيلية؟ الوقت ليس فى مصلحتنا». وعقد «الكنيست» الإسرائيلى جلسة طارئة أمس لمناقشة التوترات فى القدس، وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إنه فى ظل الصدامات العنيفة والاشتباكات على مدار الأيام الماضية اجتمع الكنيست بقائد الشرطة الإسرائيلية ورئيس بلدية القدس لعرض آخر التطورات وشرح الصورة الكاملة للوضع الأمنى فى المدينة. من جانبه، توجه كبير المفاوضين الفلسطينيين وعضو اللجنة التنفيذية فى منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إلى الولايات المتحدة للقاء وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بعد أن دعاه الأخير لمناقشة دفع عملية السلام وتخلى الفلسطينيين عن مطالبات مجلس الأمن الدولى بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى. وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن «كيرى» يسعى جاهداً لإقناع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بالقبول بصيغة تعيدهما إلى المفاوضات بدلاً من تقديم الجانب الفلسطينى مشروع القرار إلى مجلس الأمن الدولى.[FirstQuote]
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أمس تعديل قانون الشغب فى القدس بعد الصدامات الأخيرة، حيث تم رفع عقوبة رشق السيارات بالأحجار إلى 10 سنوات سجناً دون تقديم أى دليل على النية لتنفيذ هجوم، وقال «نتنياهو»: «سنشرع القوانين الصارمة التى تعيد الأمن والهدوء إلى القدس بعد ما شهدته المنطقة من صدامات خلال الأيام الأخيرة».
وعلى الصعيد الميدانى، أصيب عشرات المقدسيين، فجر أمس، بجروح وحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلى فى القدس المحتلة، وأعلنت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية اعتقال 111 مقدسياً منذ 22 أكتوبر الماضى وحتى أمس الأول، فيما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى قرية «كيسان» شرق مدينة «بيت لحم»، وداهمت منازل المواطنين. وقال رئيس مجلس القرية حسين غزال إن «قوة كبيرة من جيش الاحتلال يرافقها موظفون من الإدارة المدنية الإسرائيلية اقتحموا القرية وانتشروا فى شوارعها وأحيائها، ما أثار حالة من الهلع والخوف فى صفوف المواطنين، لا سيما الأطفال منهم»، مضيفاً أن «جنود الاحتلال شرعوا فى مداهمة منازل المواطنين وتفتيشها عُرف من أصحابها صالح عبدالله عبيات». وأعلنت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلى، أمس، إغلاق المعبرين اللذين يربطان بين إسرائيل وقطاع غزة بعد إطلاق صاروخ من القطاع. وأضافت لوكالة أنباء «فرانس برس»: «نقطتا عبور الأفراد والبضائع، معبر إيريز (بيت حانون)، ومعبر كيرم شالوم (كرم أبوسالم)، أُغلقتا حتى إشعار آخر، باستثناء المساعدات الإنسانية». وطالبت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها ذات العلاقة برفع الحصانة عن قادة الاحتلال الإسرائيليين السياسيين والعسكريين وتقديمهم للمحاكم الدولية بتهم ارتكاب جرائم القتل بحق الصحفيين الفلسطينيين فى العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة.