"مريم فخر الدين".. ملاك الشاشة يرفرف بعيدا
وجه ناعم رسمته تفاصيل عذبة كأنها على لوحة بيضاء فحُددت معالمها، كملاك تظهر على الشاشة الصغيرة تأسر انتباهك بجمالها وملامحها البريئة، لترغمك على متابعتها للنهاية، صوت رقيق وأداء هادئ وجمال أهلها لدخول عالم الفن من أوسع أبوابه، واستطاعت أن تفرض نفسها في زمن الأبيض والأسود، لتلون بأدائها مساحتها دون الاعتماد على جمالها فقط.
مريم فخر الدين، صاحبة "أجمل وجه"، وهو اللقب الذي حازت عليه من مجلة "إيماج" الفرنسية، وكان بمثابة الفانوس السحري لها، حيث أهلها لتقوم بدور البطولة في أولى أفلامها السينمائية، التي لم تكن في حسبانها من قبل.
ولدت في الفيوم عام 1933، واستمدت رونقها الخاص من أب مصري مسلم وأم مجرية مسيحية، وحصلت على شهادة البكالوريا من المدرسة الألمانية.
ظهرت ذات الوجه الجميل في وقت يتحدث فيه الجميع عن السينما الأمريكية وجميلاتها، فبتن يبحثن عن ذوات الوجه الحسن يشبهونهن وينافسون بها بطلات السينما الغربية، فتألقت حينها هند رستم وفاتن حمامة وليلى فوزي، ولُقبت مريم فخر الدين بـ"حسناء الشاشة".
بالفتاة الرقيقة الحالمة وأدوارها العاطفية الهادئة في "رد قلبي" و"حكاية حب" و"شباب اليوم" و"الأيدي الناعمة"، ارتبطت الحسناء في أذهان مشاهديها، حيث قدمتها ببراعة امتزجت مع طبيعتها الأصلية، إلا أنها بمرور الوقت وتقدمها في العمر استطاعت أن تكسر هذا القالب لتقدم أدوارا مختلفة، كما في فيلم "الأضواء" و"بئر الحرمان".
4 زيجات مرت بها صاحبة أجمل وجه، الأولى كانت عام 1952 من المخرج محمود ذو الفقار، وأنجبت منه "إيمان"، ثم انفصلت عنه عام 1960 بعد زواج 8 سنوات، وبعدها بثلاثة أشهر فقط تزوجت من محمد الطويل، وأنجبت منه "أحمد"، ودام زواجهما 4 سنوات، ثم تزوجت عام 1968 من المطرب السوري فهد بلان، ولم يحدث وفاق بينه وبين أبنائها فتطلقا، وتزوجت بعدها من شريف الفضالي ولم يلبثا فترة إلا وطلقا أيضا.
"فخر الدين" التي قدمت ما يقرب من 240 فيلما على مدار مشوارها الفني، بدأت في مهاجمة السينما المصرية وفناناتها خاصة بعد فترة التسعينيات، وصدمت العديد من أرائها وتصريحاتها الكثيرين من محبيها وجمهورها، فصرحت ذات مرة أن نبيلة عبيد كانت تتمنى الزواج من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، ووصفت المخرج الراحل يوسف شاهين بأنه أسوأ مخرج في مصر، كما رفضت لقب الفنانة فاتن حمامة بـ"سيدة الشاشة العربية"، معتبرة أن هذا اللقب يجرحها هي وزميلاتها من الفنانات.
تدهورت حالة الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين في السنوات الأخيرة، واضطرت لإزالة إحدى كليتيها، ومؤخرا تعرضت لنزيف حاد بالفم نقلت على أثره لمستشفى السلام الدولي بالمعادي، ورقدت فيها بغرفة العناية المركزة بصحبة أبنائها، حيث خضعت لعملية شفط دم من المخ، بعد أن شخصت حالتها بنزيف نتيجة جلطة بالمخ، حتى وافتها المنية صباح اليوم عن عمر ناهز 81 عامًا.