عودة "البكالوريا".. و"التعليم": زمن الحفظ والتلقين انتهى
لا تخلو جلسة أصدقاء أو أقارب إلا وكان الحنين إلى الماضى حاضرًا.. "ياه فين أيام زمان والبكالوريا وتعليم زمان".. عبارة قالتها سناء محمد الشريف (63 عامًا)، وكانت تقصد من خلال عبارتها هو أن غالبية المصريين يحنون إلى زمن الماضي، والجميع أحاديثهم عما وصل التعليم إليه من استهتار من الطلبة وأيضًا ذعر الثانوية العامة لبعض الأسر.
وتقول "سناء": "حصلت على شهادة الثانوية العامة من مدرسة (التوفيقية الثانوية بشبرا) وقتها كان اسمها شهادة البكالوريا"، مضيفة أن شهادة التوجيهية كدخول التهلكة إما يخرج منها الطالب معافى باجتهاده أو لا ينجو، حسب وصفها، "الأساتذة كانوا بيحبوا شغلهم والطلبة كانوا عارفين عايزين إيه، إنما نظام الثانوية فتح الباب للنصب باسم الدروس الخصوصية بخلاف إن الابتكار غاب عن عقول الأجيال"، لافتة إلى أن معظم المصريين يتداولون بينهم كلمات تحبط الأجيال الحالية وتحبط من عزيمتهم، حسب وصفها "مستوى الطالب زمان وهو في البكالوريا لديه معرفة أكتر من حملة الماجيستير والدكتوراه الآن"، مضيفة أن أبناءها يعارضونها دائمًا ويحاولون إثبات أن جيل الآن أفضل من جيل زمان نتيجة تطور تكنولوجيا الاتصال وأكثر ثقافة لتنوع وانتشار القنوات الفضائية، حسب قولها.
"نظام البكالوريا الفرنسية يتميَّز بخاصيتين؛ الأولى أنها تأتي تتويجًا لمسار التعليم الثانوي، والثاني أنها تشكِّل منفذًا للالتحاق بالتعليم العالي والذي يشكِّل التعليم الجامعي أولى درجاته"، قالها الأستاذ أحمد سامي الحسيني، وكيل مدرسة ليسيه بالزاك الدولية بالقاهرة الجديدة، لافتًا إلى أن نظام البكالوريا الفرنسية به ثلاثة أقسام؛ الأدبي والعلمي والعلوم الاجتماعية والاقتصادية، مع الإجادة التامة للغة الفرنسية شفاهة وتحريرًا، حسب وصفه: "البكالوريا تتيح للطالب اكتساب ثقافة عامة وواسعة والاختيار بين الأقسام وتوجيه ميول الطالب وخططه المستقبلية للجامعة وتنمية الفكر النقدي ليكون له فكر دقيق وابتكاري"، مضيفًا أن نظام البكالوريا معترف بها على مستوى واسع من العالم كله، حسب قوله.
في الوقت الذي يؤكد فيه الأستاذ هاني كمال، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم، أن وزارة التربية والتعليم ترفع شعار "معًا نستطيع" من أجل النهوض بالعملية التعليمية، حسب وصفه "نظام البكالوريا المصرية نظام يدرس في المرحلة الثانوية"، مضيفًا أن نظام البكالوريا المصرية يعتمد على التعلم والبحث وتغيير أنظمة التعليم وإلغاء الحفظ والتلقين، حسب وصفه: "الوزارة حريصة على تقديم خدمات تعليمية في جميع محافظات الجمهورية للنهوض بالتعليم ومستوى الطلاب"، مؤكدًا أن البكالوريا المصرية سوف تدرس على مدار السنوات الثلاث للمرحلة الثانوية وأن الامتحان النهائي للبكالوريا سيكون في نهاية الصف الثالث، حسب قوله "النظام سيعتمد على التأهيل والتوجيه طبقًا للميول والاهتمامات لدى الطالب".