كل ما تبقى من «الكارثة»: جثث «متفحمة».. و«هياكل» سيارات
«جثث متفحمة من آثار نيران لم تتحملها هياكل السيارات المعدنية، وبرك خلفتها مياه سيارات الإطفاء التى وصلت موقع الحادث متأخرة عن موعدها، وفشلت فى إنقاذ 18 ضحية، بينهم 10 طلاب، قبل أن تأتى النيران على أجسادهم، فضلاً عن إصابة 18 آخرين».. إنه المشهد أمس على طريق البحيرة - الإسكندرية الصحراوى فى يوم حزين.
«الوطن» رصدت تفاصيل الحادث، وروايات شهود العيان.. البداية كانت عندما تلقى العميد جمال ياسين، مدير إدارة الحماية المدنية بمحافظة البحيرة، بلاغاً بوقوع حادث تصادم بالطريق الزراعى، انتقلت على إثره 7 سيارات تابعة لإدارة الحماية المدنية لمكان الحادث.. كشفت المعاينة الأولية أن الحادث وقع نتيجة اصطدام أوتوبيس تابع لمدرسة الأورمان كان يقل طلاباً، مع ثلاث سيارات على الطريق الزراعى بالقرب من قرية أنور المفتى بأبوحمص، ما أدى إلى اشتعال النيران فى السيارات الأربع.
انتقلت سيارات الحماية المدنية إلى مكان الحادث، لإخماد النيران، وتحولت ساحة الحادث الأليم، إلى برك من المياه.. وكان النصيب الأكبر من النيران، فى هيكل حافلة التلاميذ التى تفحمت بالكامل، قبل وصول سيارات الإطفاء إليها، إذ لم يبق منه سوى بعض الرماد والصاج، ويليه هيكل سيارة ملاكى متفحمة وحولها آثار دماء مختلطة بمياه سيارات الإطفاء، ثم سيارة ميكروباص، فيما انقلبت السيارة النقل «بمقطورة» بوسط الطريق قبل إزالتها بمعرفة قوات الدفاع المدنى. وتوجه رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، إلى مستشفى دمنهور لزيارة مصابى الحادث، برفقة وزراء الداخلية والأوقاف والتنمية المحلية»، وأمر بتوجيه الرعاية الصحية للمصابين، وتوفير كل الإمكانيات اللازمة.
وتسبب إرسال وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، لعدد من التلاميذ لاستقبال رئيس الوزراء فور قدومه للمستشفى فى حالة من الغضب بين الأهالى، إذ استنكر أهالى مدينة دمنهور التصرف وأبدوا استياءهم.. فيما وصلت طائرتان عسكريتان لاستاد دمنهور لنقل المصابين لمستشفيات القوات المسلحة فى الإسكندرية. ورصدت «الوطن»، بكاء الجندى «مصطفى»، من قوة قطاع الأمن المركزى بالبحيرة، والذى لم يتمالك نفسه من البكاء على ضحايا الحادث الأليم، وسط صراخ وانهيار أسر الضحايا أمام مشرحة مستشفى دمنهور العام. ونفت مصادر طبية فى البحيرة، خبر مصرع سائق أوتوبيس مدرسة الأورمان، وقالت إنه ما زال على قيد الحياة، نافية خبر وفاته.. وفى السياق انتابت حالة من الصدمة أهالى الضحايا، إذ لم يفارقهم الحزن والحسرة طوال وقت الانتظار أمام مستشفى دمنهور.
ورصدت «الوطن» انتظار أغلب أهالى الضحايا أمام مشرحة دمنهور العام، استعداداً لأخذ عينات منهم لعمل تحليل الـ «DNA»، لمعرفة هوية الضحايا، وتسلم جثث ذويهم، وذلك بعد تفحمها وعدم استطاعة الأهالى التعرف على بعض الجثث، فالأمهات والآباء لم يستطيعوا التفرقة بين الجثامين.. فيما سادت حالة من البكاء والعويل أمام بابى مشرحة مستشفى دمنهور العام، الأمر الذى حوّل محافظة البحيرة إلى ساحة عزاء كبيرة.
ملف خاص
«محرقة الأوتوبيس»
أسماء ضحايا حادث «محرقة» البحيرة
«السيسى» يوجه بـ«خطة عاجلة» لتجنب الحوادث.. و«محلب»: انتظروا قانونين
النائب العام:«تريللا» صدمت أوتوبيس المدرسة.. وتسرُّب الوقود أدى للحريق
طلاب الأورمان: تقدمنا بمئات الشكاوى.. والإدارة رفضت صيانة الأوتوبيسات
رحلة مع «الإسعاف» فى نقل المصابين للمستشفى.. والموتى للمشرحة
حكايات الرعب والألم داخل أوتوبيس الموت
«كل ذنبهم.. إنهم كانوا رايحين المدرسة»
ولى أمر: بندفع 1600 جنيه فى الأوتوبيسات اللى بتموّت ولادنا
27 خطوة لوقف «نزيف الدم» على الطرق
ويفيد بإيه الإسعاف.. لا الحريق توقف ولا الضحايا نجوا
رئيس «الطرق والكبارى»: «عايشين فى زمن الفلكلور المرورى»
الصحة:17قتيلاً و18 مصاباً..و«التعليم»:50 ألف جنيه لأسرة الطالب المتوفى
«تمريض» مستشفيات جامعة الإسكندرية يرفض تعليق الإضراب واستقبال المصابين