تبرعن بـ«الأكفان» لكن لا توجد جثث
أمام بوابات مشرحة مستشفى دمنهور العام، خرجت 3 سيدات حاملات «شنط» بها أكفان بيضاء جئن بها منذ الثانية عشرة ظهراً لتكفين جثث شهداء حادث أوتوبيس مدرسة الأورمان من الطلبة والطالبات ولكنهن خرجن دون استخدام أى منها داخل المشرحة حيث قالت حنان الزرقة، إحدى المتبرعات بغسل الجثث والتى تعمل بمستشفى سرطان الأطفال بدمنهور إنها حضرت منذ الصباح بعد تبرع مستشفى السرطان بعدد من الأكفان وجاءت متكفلة بالغسل، ولكنها فوجئت بعدم إمكانية المساس بالجثث تماماً، وذلك لتفحمها بدرجة كبيرة حالت بينها وبين إمكانية تغسيلها، وعندما حاولت «الزرقة» لف إحدى الجثث بالكفن الأبيض لم تقدر على حمل أو لمس الجثة فطلبت منها إحدى العاملات بالمستشفى، أن تذهب بالأكفان، لأن الجثث سيتم نقلها فى أكياس بلاستيكية، كما قالت هالة السعيد حمادة والتى تعمل بالجمعية الشرعية والتى جاءت هى الأخرى من أجل تغسيل الجثث وتكفينها: «تكرر معى نفس المشهد، فكان أمامى ثلاث جثث لطالبات محترقات تماماً، فلم أقدر على وضع المياه عليها وخرجت من المشرحة دون القيام بشىء، لأن الأمر صعب وصفه.
وأكدت «حمادة» أن الأمر نفسه تكرر فى مشرحة الرجال حيث أكد زميلها أنه من بين كل الجثث الموجودة لم يقدر على غسل وتكفين إلا جثة واحدة فقط، كانت فيها بقايا بسيطة لم تحترق، ولكنه عاد هو الآخر بأغلب الأكفان.