صواريخ «باتريوت».. من الحرب الباردة إلى المواجهة بين إيران وإسرائيل.. ومصر تمتلكها
الشعور بالخوف والتهديد، دفع إسرائيل إلى استخدام فخر الدفاع الجوى الأمريكى صواريخ «باتريوت» الدفاعية، كحصن منيع ضد التتهديدات الجوية الإيرانية، التى بدأت بوادرها بطائرة بدون طيار دخلت سماء إسرائيل منذ يومين وحلقت ثلاث ساعات فوق سماء إسرائيل، قبل أن تقوم طائرة من سلاح الجو الإسرائيلى بقصفها، واتهمت إسرائيل إيران وحزب الله بالوقوف خلف هذه الطائرة.
الجيش الإسرائيلى نصب أمس الأحد فى منطقة حيفا بطارية صواريخ «أرض –جو» من طراز «باتريوت»، وذلك خشية قيام إيران بإرسال مزيد من الطائرات بدون طيار إلى إسرائيل، لتأخذ الحرب الباردة شكلًا أكثر وضوحًا وصراحة، وتفرض واقعًا مشوب بالتوتر والقلق على المنطقة.
استخدام إسرائيل لصواريخ باتريوت، يذكرنا بالحرب الباردة الأمريكية السوفيتية التى شهدت تطورات مروعة من حيث قوة الأسلحة وطرائق توصيلها، حيث بدأ إنتاج هذا الطراز فى أعقاب الحرب الباردة للتصدى للصواريخ البالستية والطائرات المتطورة، وكانت إنتاجه وتطويره ردا على الصاروخ الروسى s-300 الذى أنتجته شركة ألماز للصناعات العلمية، الذى صمم لقوات الدفاع الجوى السوفيتية لردع الطائرات وصواريخ كروز، وطورت بعدها إصدارات أخرى لردع الصواريخ البالستية، فكان على نظيرتها الأمريكية أن تطور منظومتها الدفاعية التى اختارت لها اسم «باتريوت».
صواريخ أم آي أم -104 «باتريوت» هى منظومة دفاع جوى صاروخى من نوع أرض - جو يستعمل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من حلفائها، ويصنع النظام من قبل شركة رايثيون الأمريكية، كما يوجد منه نوعان القديم منه هو PAC-2، ويبلغ طوله حوالي 5 أمتار، ووزنه 900 كلجم منها 90 كيلوجرام مواد متفجرة، يصل سرعة الصاروخ الواحد عند إطلاقه من منصه الإطلاق سرعة تفوق سرعة الصوت ويمكن تزويد منصة الإطلاق بأربعة صواريخ دفعة واحدة، أم النوع الحديث PAC-3 يصل طوله حوالى 5 أمتار ووزنه أقل من سابقه، ويبلغ وزنه 312 كيلوجراما منها 73 كيلو جراما من المواد المتفجرة، ويمكن تحميل منصة الإطلاق 16 صاروخا دفعة واحدة.
وكل منصة إطلاق تحتوي على رادار قادر على كشف مدى الصواريخ من مدى يصل إلى 100 كيلومتر، كما يحدد الرادر سرعة الصاروخ ومساره وتحديد إذا ما كان الصاروخ معتديًا أو صديقًا من خلال نظام تشفير بين الأسلحة الصديقة، ويستخدم نظام الرادر المزود لصواريخ الباتريوت على تقانات حديثة تسمى Phased Array Antenna، حيث يمكن لهذا النظام تتبع مسار 100 صاروخ معتد والتحكم في مسار 9 صواريخ باتريوت في نفس اللحظة.
استخدمت صواريخ باتريوت فى حرب الخليج الثانية، وكانت مهمتها اعتراض صواريخ «الحسين» العراقية الباليستية القصيرة المدى التى أُطلقت على إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وامتلكت عددًا من الدول هذه الصواريخ من بينها مصر وإسرائيل وألمانيا واليونان.