في مصر فقط.. "ملائكة الرحمة" يضحون بالمرضى من أجل "الإضراب"
"يسهرن على راحة المرضى، يطيبن جراحهم ويتألمن لألمهم، يلقبن بملائكة الرحمة، نظرًا لما يبذلونه من مجهود كبير في مساعدة المرضى حتى يشفوا من أمراضهم، ولا يقصرن في حق إنسان يطلب يد العون منهن كي يستعيد عافيته".. هكذا جرت العادة في وصف "الممرضات".
دائمًا ما كان يعلن الأطباء خلال إضراباتهم المتكررة في الفترة الماضية منذ ثورة 25 يناير، أن توقفهم عن العمل لن يشمل أقسام الطوارئ وغيره من الأقسام التي تشهد حالات خطرة، إلا أن ممرضات المستشفى الأميري الجامعي انتزع الله من قلوبهن الرحمة، فتحولن من ملائكة إلى شياطين حتى تسببن بإضرابهن في وفاة حالتين.
يطالبن بحقوقهن في صرف بدل "النوباتجية"، ويتركن المرضى دون رعاية أو اهتمام، بينما تشهد المستشفى الجامعي حالة من الهرج والمرج من جانب أهالي المتوفين، في انتظار تقرير الطب الشرعي لتحرير محضر ضد إدارة المستشفى، الأمر الذي دفع مدير قسم الطوارئ والاستقبال بالمستشفى، الدكتور طارق خليفة، نقل 6 مرضى إلى مستشفيات أخرى لحين انتهاء الإضراب.
معظم رواد المستشفى الجامعي في الإسكندرية من الفقراء، الذين باتوا بين مطرقة الإهمال الطبي وسندان إضراب الممرضات، وصراع لا دخل لهم فيه، مهما طال سينتهي بإرضاء كل طرف، وستدور العاقبة في النهاية على المريض.