يقف سيد محمود، 67 عاما، على عربة كبدة بحي السيدة زينب، ليلا ونهارا، رغم مرضه، إذ عاهد نفسه على أن يستمر في المقاومة لآخر نفس، حتى يوفر لقمة العيش لأبنائه السبعة، وقد ثقل الحمل عليه، فلم يجد من يساعده فيشكو للقدير وينتظر رحمته.
كان والد «سيد» رجلا بسيطا يقف على عربة «نصبة» صغيرة لبيع ساندويتشات الكبدة، ولكن بسبب ضيق الحال جعل ابنه «سيد» يتخلى عن تعليمه عندما كان في الصف السادس الابتدائي، ليتعلم من الحياة دروسا قاسية بدلاً من الاستمتاع بالطفولة وتكوين ذكريات البراءة:«هنعمل إي ظروفنا كانت وحشة، أكيد كان نفسي اتعلم وبالذات لما كنت بكبر وأشوف زمايلي بيروحوا المدارس والجامعة بس مكنش في إيدي حاجة، وقولت هعوض كل ده مع ولادي في المستقبل».
«سيد» يقف مكان والده على عربة الكبدة
شعر «سيد» بالوحدة بعد وفاة والده، وقرر أن يقف مكانه على عربة الكبدة حتى يشعر بوجوده، ليعمل ليلاً ونهارا واستطاع الزواج والاستقرار، إلا أن السعادة لا تدوم فبمرور الأيام ومع كثرة الأعباء، خاصة إصراره على تعليم أولاده السبعة حتى يرى فيهم ما لم يستطع تحقيقه: «عندي سبع عيال منهم اللي أخد دبلوم واشتغل عامل دليفري وفي سنترال ولسه في بيتعلموا».
معاناة «سيد» ومطالبته بالمساعدة
يعيش «سيد» بحي السيدة زينب التابع لمحافظة القاهرة، في شقة صغيرة غرفتين وصالة بالايجار، ولا يحصل على معاش برغم تحاوزه سن الـ60، ويعاني من التهابات شديدة في القدم تجعله غير قادر على الوقوف لفترة طويلة، ومع ذلك يقاوم حتى يوفر لقمة العيش: «أنا وزوجتي وعيالي السبعة بنقعد في الأوضتين بنقسم نفسنا عليهم، ومباخدش معاش مش عارف أدفع فلوس الشقة والعلاج بتاع رجلي، حد يدلني أعمل إيه، ونفسي حد يسمع صوتي ويساعدني».
تعليقات الفيسبوك