مسؤولية كبيرة تحملتها «هناء» بعد انفصالها عن زوجها كي تتكفل برعاية طفلتها «لينا» التي أكملت الآن عامين ونصف العام، ورغم كونها تنتمي لأسرة ميسورة الحال إلا أنَّها أصرَّت أن تُنفق بنفسها على ابنتها وهو ما دفعها في النهاية لإنشاء مشروعها في إعداد وبيع «الأكل البيتي»، والذي وضعها في تحديات وصعوبات شديدة في البداية، أولها توصيل الطلبات للزبائن وهي مُترجلة على قدميها توفيرًا لثمن المواصلات.
بشيء من الحزن بدأت هناء محمد، 28 سنة، تروي قصتها لـ«الوطن»، قائلة إنَّها تزوَّجت في عام 2018، إلا أنَّه وقعت خلافات كثيرة مع زوجها اضطرتها في النهاية إلى الانفصال عنه منذ أكثر من عامين والعيش في بيت أهلها، مُضيفة أنَّها قررت أن تضع كل معاناتها وصدماتها النفسية جانبًا وتتفرغ لرعاية طفلتها التي كانت حينها في شهورها الأولى، وذلك حتى تشغل نفسها قليلًا عن التفكير فيما مرت به وحتى يمكنها التكفل بصغيرتها أيضًا.
«هناء» ترفض دعم الأسرة وتتكفل بمصاريف صغيرتها بمفردها
واجهت «هناء» ابنة مركز الشهداء محافظة المنوفية في البداية رفضًا شديدًا من والدها وأشقائها خوفًا عليها، إذ أخبروها أنهم سيتكفلون بكل ما تتمنى مع طفلتها وسيلبون كل رغباتهما، إلا أنَّها أصرَّت أن تبدأ مشروعها مُقررة أن تتكفل برعاية ابنتها بمفردها دون الاعتماد على أحد، وبالفعل بدأت في إعداد مطبخها الصغير وأولى وجباتها من «الأكل البيتي» التي ما زالت تتذكر مكوناتها حتى الآن «كانت ممبار وكوارع، والحمد لله نجحت في إعدادهما جيدًا ولاقت إعجاب الزبائن».
بدأت «هناء» الحاصلة على كلية دراسات إسلامية قسم شريعة بجامعة الأزهر الشريف مشروعها بمجموعة من الصعوبات تمثلت في انخفاض عدد الزبائن، إلى جانب عبارات الإحباط من بعض المحيطين بها، حتى نجح الأمر قليلًا.
«هناء»: أتمنى تحويل مطبخي لمطعم كبير
أكلات متنوعة تعدها «هناء» إلى جانب بعض الطلبات الخاصة بالزبائن مثل «عشاء العروسين» أو وجبات إطعام الصائمين، أو وجبات لبعض المناسبات الخاصة، حينها قررت الاستعانة بعامل دليفري لتوصيل الطلبات، تقف داخل المطبخ كل يوم وهي تتمنى أن يتحول إلى مطعم كبير، وأن تنجح في إلحاق ابنتها بأفضل المدراس.
تعليقات الفيسبوك