الإرهاب يستعين بـ«صديق أجنبى»
قالت مصادر مطلعة إن التحريات الأولية حول حادث استهداف لنش القوات البحرية فى عرض البحر المتوسط، على بعد 40 ميلاً بحرياً شمال ميناء دمياط، وبعد التحقيقات مع الـ32 مسلحاً المقبوض عليهم من المتورطين فى الحادث، كشفت أن مخابرات إحدى الدول الأجنبية خططت للحادث وقدمت الدعم «اللوجيستى» لمنفذيه الذين يبلغ عددهم أكثر من 55 استخدموا 4 قوارب بحرية. وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن العمل «إرهابى» وليس مجرد اشتباك مع «مهربين»، وتم تنفيذه بدراسة وخطة من مخابرات دولة أجنبية تولت تدريب منفذيه وتوفير البلنصات والأسلحة والأموال، موضحة أن منفذى العملية تخفّوا فى زىّ صيادين وكانت بحوزتهم أجهزة مراقبة متطورة لرصد تحرك القطع البحرية المصرية. وأشارت إلى أن الهجوم بدأ فى الخامسة فجر أمس الأول، حيث كان اللنش المصرى يؤدى مهمته التأمينية وعلى متنه 13 ضابطاً وجندياً، فحاصره مسلحون يستقلون 4 بلنصات، وأطلقوا عليه النار بكثافة من أسلحة ثقيلة، وتصدت القوة للمسلحين ببسالة ورفضوا ترك اللنش رغم اشتعال النار فى جزء منه، وظلوا يبادلون المهاجمين إطلاق النار حتى وصل إليهم دعم القوات البحرية والجوية فى وقت قياسى، ليتم التعامل مع الموقف. وأكدت المصادر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، والفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، يتابعان تطورات الموقف، وأن لجنة من القوات المسلحة تدرس ملابسات الحادث لرفع تقرير بها.
وكان العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى، أعلن، فى بيان صباح أمس، أن عمليات البحث والإنقاذ أسفرت عن نقل 5 مصابين من عناصر القوات البحرية جراء الهجوم إلى المستشفيات العسكرية، وما زال 8 أفراد فى عداد المفقودين، جارٍ البحث عنهم. فى المقابل، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابى، مسئوليته عن العملية، ونشر على مواقعه أمس فيديو قال فيه أحد المقاتلين إن من سماهم بـ«أسود الدولة الإسلامية فى أرض الكنانة»، استهدفوا «لنش بحرى» تابعاً للجيش، ونشر صورة لملثمين قبل تنفيذ العملية الإرهابية التى وصفها بأنها «غزوة بحرية». من جانبه، أكد أبومحمد المصرى، أحد مقاتلى «داعش»، صعوبة المواجهات التى تخوضها الجماعات الإرهابية ضد الدولة المصرية، قائلاً: «القتال فى مصر يختلف عن القتال فى سوريا والعراق؛ لأن الأغلبية العظمى من الشعب المصرى يرفضون تكفير الجيش».