«فتحي» تبرع بأرضه لبناء مدرسة ابتدائية بالشرقية: ربنا مرزقنيش بأبناء
الحاج فتحي وزوجته
ستظل القلوب الرحيمة المعطاءة، والتي دائمًا ما تشعر بغيرها، سببًا في استمرار الخير والعطاء الذي لا ينقطع أبدًا عن الحياة، ومن هؤلاء فتحي عبدالله بهنساوي"، في العقد السادس عمره، والذي يقطن في قرية «إكراش» التابعة لمركز ومدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية.
تبرع «فتحي» بقطعة أرض زراعية تتجاوز مساحتها 9 قراريط لإنشاء مدرسة للتعليم الأساسي عليها لأبناء وأهالي قريته، لتخفيف عبء مشقة التنقل على الأطفال بالطرق ووسائل المواصلات لتلقي العلم خارج القرية.
«فتحي» يتبرع بقطعة أرض لإنشاء مدرسة لأبناء قريته
وأشار «فتحي»، ابن قرية أكراش إنه لم يرزق هو وزوجته بأبناء، وجاءت فكرة التبرع بقطعة أرض لإنشاء مدرسة عليها من البداية خالصة لوجه المولي عز وجل وأن يجعلها في ميزان حسناته، لافتًا إلى أنه علم منذ فترة أن قريته تحتاج لمدرسة لتستوعب عددا أكبر من أبنائها الطلاب، ولمنع التكدس في فصول المدارس الأخرى.
ولفت فتحي بهنساوي إلى أنه فور تفكيره في التبرع بقطعة الأرض قام بمشورة زوجته التي لم تسعها الفرحة بمجرد علمها، خاصة أنها دائمًا ما تدفعه وتشجعه على عمل الخير، قائلاً: «فرحت أوي لما قولتلها.. وقالتلي ياريت دي حاجة حلوة أوي وهتكون لينا بعد مماتنا.. ربنا يخليها ليا وميحرمنيش منها.. دايمًا تشجعني على عمل الخير».
وضع حجر الأساس
ذهب «فتحي» إلى مجلس مدينة ديرب نجم، وقدم أوراق قطعة الأرض الخاصة به ومستندات التنازل عنها لصالح بناء مدرسة للتعليم الأساسي عليها لأبناء قريته، وهو الآن في انتظار اليوم الذي يوضع فيه حجر الأساس عليها، داعيًا المولى الله أن يطيل في عمره هو وزوجته حتي رؤية اليوم الذي تُبنى فيه المدرسة وتدخل الخدمة، «ربنا يطول في عمري وأحضر بناءها وأشوف التلاميذ بيتعلموا فيها».
زوجة «فتحي» تشعر بسعادة غامرة أيضًا بسبب هذا العمل الصالح. تقول هدى متولي، إنها متزوجة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ولم يرزقهما الله بنعمة الإنجاب وراضية بما قسمه الله لها ولزوجها، مشيرى إلى أنهما لا ينقطعان عن العطاء طوال حياتهما، وتتمنى أن يسعى الجميع دائمًا في سبيل الخير دون تردد.
أحد أفراد العائلة ذكر أن القرية بأكملها فخورة بما قدمه «الحاج فتحي»، لافتًا إلى أنها ليست المرة الأولى له في عمل الخير، حيث يقوم بالتبرع في الخفاء كثيرًا ومساعدة الفتيات اليتيمات من أبناء القرية لتجهيزهن، ولا يرد سائلاً طرق باب منزله، إضافة إلى قيامه ببناء مسجد وتسميته «الهدى» على إسم زوجته، ووصف تبرعه بقطعة أرض لصالح بناء مدرسة عليها بأنها خطوة غير متوقعه منه رغم عدم إقدام كثيرين عليها.
واختتم «فتحي» و«هدى» حديثهما لـ«الوطن»، بأنهما يتمنيان أداء مناسك الحج، وأن يجعل المولي عز وجل أعمالهما دائمًا خالصة لوجهه.