الدولة ليه مفلسة؟
الأموال المصرية بالمليارات مكدسة، والدولة ليه مفلسة. بعد ثورة 25 يناير العظيمة التى كشفت النقاب عن الفساد أتعجب ومعى ملايين المصريين، كيف أن مصر تمر بأزمات مالية طاحنة نتيجة النهب الذى طال البلاد والعباد على مدى ثلاثين عاماً من أول رأس الدولة أُس الفساد، لأنه «إذا كان رب البيت بالدف ضارباً، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص»، وقد اتبعت المحافظات والمحليات المثل القائل «إن خرب بيت أبوك خد منه قالب»، ومن هنا كانت هناك المليارات من أموال المصريين ومن دمائهم فى هذه الصناديق الخفية فى المحافظات لحوالى أكثر من 12 ألف صندوق داخل المحافظات والمؤسسات وكلها خارج رقابة الدولة وبعلم النظام الحاكم حتى يسرق الكل، وينهب الكل، ويغطى الكل على الكل، وهذه الصناديق المخفية للنهب من تحت الترابيزات لكل المحافظين والمحليات وقيادات المؤسسات تحت مسمى المكافآت الباهظة، وتقدر بإجمالى مبلغ 1300 مليار جنيه، وهو مبلغ مهول يطير العقول، وفى وقت تئن فيه مصر من قلة الفلوس، وتلهث على بضعة مليارات قليلة من صندوق النقد الدولى، وبإذلال وشروط مجحفة، كيف؟
إن هذا المطلب العاجل هو بحق من الأولويات فى جدول أعمال رئيس الجمهورية الذى نقدم لسيادته التهانى بالفوز بتحمل هذا التكليف الوطنى، وهو بحق تكليف وليس تشريفاً، وندعو لسيادته بأن يعينه المولى عز وجل على تخطى الأزمات والنهوض بالبلاد، وتطهيرها من فساد النظام السابق الذى عمّ كل الوطن، نناشدكم سيادة الرئيس ومعكم كل هيئة رئاسة الجمهورية أن تضعوا جميعاً نصب أعينكم أن الوطن أمانة فى أعناقكم، وأن دوام الحال من المحال، وأن دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة، والعهد الفاسد برئيسه مثال لذلك، لذا نكرر المناشدة لسرعة ضم أموال تلك الصناديق عاجلاً لموازنة الدولة، ووضع جميع أموال الصناديق مستقبلاً تحت الرقابة المالية وبلوائح منضبطة لا تسمح بتكرار هذا النهب والسلب لأموال الشعب، وذلك حتى تستفيد الدولة بهذه المليارات من هذا النهر المتدفق بالأموال وبالمليارات لحل مشكلات الاقتصاد المصرى.
وفقكم الله، وسدد على طريق الخير خطاكم للحفاظ على الوطن، والنهوض به، وحماية ثرواته التى وهبها الله لشعب مصر، ولرفاهية كل أبناء مصر بكل طوائفها ومعتقداتها، وأسأل الله العلى القدير أن يوفق كل العاملين معكم برئاسة الجمهورية بأن يحفظهم من مغريات النفوذ والسلطان وحب الذات والبعد عن الملذات وعليهم إنكار الذات، وبذل الجهد لمساندة الرئيس للسير فى طريق الحق والإنصاف للعباد والارتقاء بالبلاد، فى عهدكم المشرق والله الموفق.
أحمد شفيق رشوان
بولاق - القاهرة