يُعرض فى الموسم الدرامى الرمضانى هذا العام العديد من الأعمال الكوميدية، ومن بينها «الكبير أوى الجزء السادس»، و«مكتوب عليا» لأكرم حسنى، و«فى بيتنا روبوت» لعمرو وهبة وهشام جمال، وللأسف خسر الموسم كثيراً بسبب غياب النجمة دنيا سمير غانم للعام الثانى على التوالى بعد خروج مسلسلها «عالم موازى» من السباق الرمضانى، وإن كنت أتمنى أن تكون هناك فرصة لعودتها، خصوصاً أنها انتهت من تصوير عدد كبير من مشاهد العمل بالفعل، فـ«دنيا» واحدة من أهم النجمات صاحبات الشعبية عند فئات عمرية متنوعة.
تلك الأعمال التى تتنافس على جذب عدد كبير من المشاهدين، خصوصاً فى ظل غياب الأعمال الكوميدية المصنوعة بشكل جيد، والقادرة على تحقيق شعبية وجماهيرية فعلية لأكثر من موسم على مدار السنوات الماضية، حتى الأعمال التى عرضت كنا نشعر أنها تعرض على استحياء، خصوصاً تلك التى لم يُبذل فيها مجهود حقيقى، وكان صناعها يعتمدون فقط على «كوميديا الإفيه»، بعيداً عن الكوميديا القائمة على المواقف، لذلك سيكون من الصعب تذكر آخر عمل كوميدى حقق نجاحاً وشعبية كبيرة فى السنوات الماضية.
هذا العام يعود النجم أحمد مكى للكوميديا من خلال الجزء السادس من مسلسله صاحب الشعبية «الكبير أوى»، وتلك العودة تمثل تحدياً حقيقياً لـ«مكى»، ليس لأنه يعود للكوميديا بعد غياب فقط، ولكن للمقارنات التى يعقدها الجمهور دائماً بين أجزاء العمل المختلفة التى عرضت سابقاً، وكيف تطورت الشخصيات والأحداث فى قرية «المزاريطة»، وما هى المواقف الجديدة التى سيقوم «مكى» مع فريق عمله فى ورشة الكتابة بصياغتها لتصنع كوميديا حقيقية نابعة من أحداث نعيشها. أيضاً شكل الخط الدرامى الجديد المتعلق بشخصية زوجته الجديدة بعد غياب «هداية»، وهل ستكون تلك الشخصية قادرة على ملء الفراغ وجذب المشاهدين؟
أعتقد أن «مكى» وفريق عمله من القائمين على السيناريو مصطفى صقر، ومحمد عز الدين، والمخرج أحمد الجندى، أحد المخرجين الموهوبين والقلائل الذين يفهمون فن صناعة الكوميديا، يدركون تلك التحديات جيداً، لذلك بدأوا العمل مبكراً على النص، وكانت هناك جلسات عمل كثيرة لتطوير السيناريو والمواقف التى تقدمها وتناقشها الحلقات، تتبقى تركيبة شخصية الكبير وكيف سيحافظ «مكى» عليها ويطور من أدائها إضافة لشخصية «جونى وحزلقوم»، خصوصاً أن هناك أجيالاً تعرف جيداً تلك الشخصيات، وطالما كان «الكبير» إحدى أيقونات الكوميديا فى السنوات الماضية سواء بحلقاته التى كانت تناقش مواقف حياتية أو تنتقد أخرى، أو تلك التى كان يلجأ فيها للفارس، أو كوميديا لـ«أفلام spoof» التى كان يسخر فيها من أفلام وشخصيات كلاسيكية فى السينما والدراما، ذلك سننتظر ونرى المفاجآت التى يتضمنها الجزء السادس من «الكبير أوى».
وإذا كان «مكى» لديه الكثير من التحديات، فإن الفنان أكرم حسنى لديه رهانات جديدة، خصوصاً أنه يدرك جيداً أن آخر أعماله لم يحقق نجاحاً يذكر، بل كانت هناك الكثير من الانتقادات، لذلك بدأ «أكرم» مبكراً العمل على نصه «مكتوب عليا» مع كاتب سيناريو جديد وهو إيهاب بليبل، كما يعود للتعاون مع المخرج خالد الحلفاوى الذى قدم معه مسلسل «الوصية» منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
ولم يكتفِ «أكرم» والمخرج خالد الحلفاوى بذلك، بل تم اختيار فريق عمل جيد إلى حد كبير، ويضيف لـ«أكرم» الذى دائماً ما كان يعتمد على وجوده مع النجم أحمد فهمى أو أحمد أمين، ومن هؤلاء الفنان عمرو عبدالجليل إضافة إلى آيتن عامر، وهنادى مهنا، وحنان سليمان، وإسماعيل فرغلى، وحنان لبيب، ومحمد طعيمة، ومحمود السيسى، كما يظهر النجم أحمد فهمى كضيف شرف فى بعض الحلقات.
ولا نملك إلا أن ننتظر ونرى ما ستكشف عنه الكوميديا فى رمضان، وهل ستكون هناك مفاجآت ومن هى الوجوه الجديدة اللافتة التى ستفرض نفسها بموهبتها فى هذا النوع الصعب، فالكوميديا حقاً من أصعب أنواع الكتابة.