عبد المنعم أبو الفتوح | عصام دربالة: سيحافظ على الهوية الإسلامية ويطبق الشريعة
رغم تأييد نحو 36٪ من المنتمين للجماعة الإسلامية للدكتور محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان، فإن الجماعة الإسلامية وحزبها (البناء والتنمية) اتخذا موقفا مغايرا ومفاجئا بدعم منافسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فى سباق الرئاسة، مما أثار جدلا واسعا، فى أعقاب رصد تقارب بين الجماعتين فى مواقف عدة.
عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، كان له دور فى تغيير دفة ميول الجماعة نحو «أبوالفتوح» بسبب تخوفات جماعته من سيطرة فصيل سياسى واحد على مفاصل السلطة والدولة، حسب قوله فى هذا الحوار..
* ما الأسباب التى دعتكم لدعم عبدالمنعم أبوالفتوح؟
- لما له من مرجعية إسلامية، فضلا عن أنه تعهد بالحفاظ على الهوية الإسلامية التى لا تصادر الهويات الدينية الأخرى، كما أنه ابن واحدة من حركات التيار الإسلامى، حتى لو انفصل عنها، فضلا عن أن ليس له موقف مضاد لتطبيق الشريعة، ومصر تبحث عن الرئيس الأنسب، وليس الأفضل، وهو الأنسب لهذه اللحظة التاريخية؛ لأنه يمثل القاسم المشترك بين الإسلاميين والتيارات الأخرى، ونقطة التقاء بينها، وهذا ما تحتاجه مصر الآن.
* هل تجنبتم دعم الدكتور محمد مرسى خوفا من سيطرة إخوانية على السلطة؟
- وجود أبوالفتوح فى الرئاسة سيمنع هذه التخوفات، والدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان، لا يحقق هذه الطمأنينة، 36% من الجماعة الإسلامية أيدت «مرسى»، بسبب مشروع النهضة الذى يحمله حزب قوى وجماعة كبيرة، ومع أن هذه النقطة الإيجابية ميزة لكنها فى الوقت ذاته تمثل عبئا على من يتصف بها؛ لأنها تخيف الآخرين، وتخلق -فى بداية تجربة ديمقراطية- تخوفات من انقلاب المشهد السياسى إلى نوع من أنواع التسلط من قبل تيار معين، فى كل مفاصل السلطة، كما تسبب نوعا من القلق لدى التيارات الأخرى، لكن جميع المنتمين للجماعة الإسلامية ملتزمون بقرار الجمعية العمومية ومجلس شورى الجماعة.
* هل استهدف قرار دعم «أبوالفتوح» توصيل رسالة للإخوان بأنكم جماعة ما زالت قوية ويُعمل لها حساب؟
- هذا الأمر غير وارد؛ فلا وجود ولا مجال للمنافسة بين الجماعات، كل المواقف التى ذكرتها تتعلق بالتقييم الموضوعى لشخص المرشح الرئاسى.
* لكن «أبوالفتوح» كشف عن نيته تقنين أوضاع الجماعات القائمة حال وصوله للحكم.. ومن بينها جماعتكم!
- هذا ما نسعى إليه قبله، وقبل الانتخابات بفترة طويلة، ناقشنا فى الجمعية العمومية، التى انعقدت فى شهر مايو الماضى، مسألة تحويل الجماعة لمؤسسة تعمل وفق الأوضاع القانونية السائدة، هذا الاتجاه قائم بالفعل، وسنشرع فيه، لكن كانت وجهة نظر الجمعية العمومية أن ننتظر ما ستسفر عنه الأوضاع داخل مصر، إذا اتجهت البلاد نحو النظام الديمقراطى الحقيقى ودولة القانون، وجرى تفعيل نظام قانونى لعمل منظمات المجتمع المدنى، بعدها ستكون الجماعة أول المنضوين تحت هذه المظلة القانونية؛ لأنه ليس لدينا رغبة فى أن نعمل بشكل غير قانونى.
* هل تتوقع فوز مرشحكم فى الانتخابات الرئاسية؟
- المؤشرات التى نراها على أرض الواقع تشير إلى أن هناك جولة إعادة بين «أبوالفتوح» و«مرسى»، أما تحقيق المشروع الذى سيصب فى صالح مصر، فأعتقد أن «أبوالفتوح» ضمن الدعم اللازم من التيارات المؤيدة له، سواء إسلامية أو ثورية، وأعتقد أنها ستمثل فى مجموعها الجماعة الوطنية، التى ستنضم إليها التيارات الأخرى لتحديد أولويات الوطن، والتى نرى أنها ليس مختلَفا عليها، من جميع التيارات، ومن ثَمَّ هذا سيسهل كثيرا الوصول لنقاط مشتركة.