«السيسى» يلتقى رجال أعمال سعوديين ويعتمد السفراء الجدد
شهد نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، لقاءات مكثفة قبل سفره غداً إلى إيطاليا، حيث استقبل الرئيس وفداً موسعاً من ممثلى مجتمع الأعمال السعودى، برئاسة عبدالرحمن الزامل، رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وذلك بحضور منير فخرى عبدالنور، وزير التجارة والصناعة، والدكتور خالد حنفى، وزير التموين والتجارة الداخلية، وأشرف سالمان، وزير الاستثمار، والسفير أحمد عبدالعزيز القطان، سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة.[FirstQuote]
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استهل اللقاء بالترحيب بوفد مجتمع الأعمال السعودى فى مصر، منوهاً بارتباط مناخ الاستثمار بالاستقرار، الذى لن يتأتى إلا من خلال مكافحة الإرهاب، والتصدى للأفكار المغلوطة التى تسىء إلى الدين الإسلامى، وأشاد بالدور الذى يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لتحقيق الاستقرار ولمّ شمل المنطقة العربية، مؤكداً اهتمام مصر وحرصها على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق. وأضاف «يوسف»: «أكد الرئيس تطلعنا لنمو وازدهار الاستثمارات السعودية فى مصر»، مشيراً إلى الإجراءات التى يتم اتخاذها من أجل تحسين مناخ الاستثمار فى مصر، فضلاً عن السعى نحو تسوية أى مشكلات تعترض الاستثمارات السعودية القائمة فى مصر.
من جانبه، أعرب السفير السعودى عن خالص الشكر والتقدير للرئيس على الاهتمام الذى يوليه للاستثمارات السعودية فى مصر، وتوجيهه بتشكيل لجنة لتسوية المشكلات التى تعوق بعضها، منوهاً باعتزام عدد من كبار المستثمرين السعوديين إقامة شراكة فيما بينهم للاستثمار فى مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وذلك باستثمارات تقارب مليارى جنيه. وذكر رئيس الوفد السعودى أن أعداد المستثمرين السعوديين فى مصر فى زيادة مستمرة، وأن هناك ما يقرب من 3200 شركة سعودية تعمل فى مصر بإجمالى استثمارات يتجاوز 22 مليار دولار، كما أشار إلى أن مصر أضحت مركزاً لتصدير المنتجات السعودية إلى الدول الأفريقية. وتحدث عدد من أعضاء الوفد من رجال الأعمال السعوديين، معربين عن اعتزامهم زيادة استثماراتهم فى مصر وعرضوا لعدد من المشروعات التى يأملون فى تنفيذها، لا سيما فى ضوء تيسير إجراءات الاستثمار فى مصر.[SecondImage]
فى سياق آخر، استقبل «السيسى»، منج جيانتشو، المبعوث الخاص للرئيس الصينى، عضو المكتب السياسى رئيس اللجنة القانونية والأمنية للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، الذى يقوم بزيارة مصر على رأس وفد صينى رفيع المستوى. وصرح السفير علاء يوسف بأن المبعوث الصينى استهل اللقاء بنقل تحيات وتقدير الرئيس الصينى للرئيس، منوهاً بالدعوة الرسمية الموجهة إلى الرئيس لزيارة الصين خلال شهر ديسمبر المقبل، ومؤكداً الأهمية التى توليها بلاده لهذه الزيارة وحرص الرئيس الصينى على توجيه جميع الجهات الصينية المعنية بالعمل على إنجاحها. وأضاف المبعوث الصينى أنه سيتم الإعلان أثناء الزيارة عن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، بما يتناسب مع تميزها وامتدادها على مدار ستين عاماً. وتابع المبعوث الصينى أن بلاده تعتز بعلاقاتها مع مصر وتنظر إليها كشريك استراتيجى، ومن ثم فإنها تحرص على تعزيز علاقاتها معها فى جميع المجالات، ومن بينها المجال الأمنى والقانونى، وذلك جنباً إلى جنب مع المجالات الاقتصادية، أخذاً فى الاعتبار ما يواجه البلدان من تحديات الإرهاب، وأشاد بالجهود المصرية المبذولة على صعيد مكافحة الإرهاب، منوهاً برغبة بلاده فى تعزيز تعاونها الأمنى مع مصر لمواجهة المخاطر الأمنية المشتركة. وذكر المتحدث الرسمى أن الرئيس طلب نقل تحياته وتقديره للرئيس الصينى، منوهاً بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مؤكداً اعتزاز مصر بعلاقاتها مع بكين وتأييدها لسياسة الصين الواحدة، فضلاً عما يجمع البلدين من مبادئ مشتركة لإدارة السياسة الخارجية، من أهمها الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول. كما أكد الرئيس أن مواجهة الإرهاب، وإن كانت تتطلب تنسيقاً أمنياً مشتركاً إلا أنها تحتاج أيضاً إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما فى ذلك تطوير التعليم وتوافر فرص العمل، كما نوَّه الرئيس بالدور الذى يمكن أن يقوم به الأزهر الشريف عبر مبعوثيه لتصحيح المفاهيم ونقل الصورة الحقيقية للإسلام بسماحته واعتداله. وعلى الصعيد الاقتصادى، أشار الرئيس إلى تطلعنا لقيام الصين بزيادة استثماراتها فى مصر، لا سيما فى ضوء العديد من المشروعات الاستثمارية الواعدة التى يجرى تنفيذها حالياً فى مصر أو التى يتم الإعداد لها، ومن بينها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وإنشاء مدينة للتجارة الدولية، وما يرتبط بهما من فرص استثمارية وصناعية، الأمر الذى سيسهم فى إيجاد أسواق جديدة لتصريف المنتجات الصينية فى أوروبا وأفريقيا، كما أكد الرئيس أهمية تفعيل التعاون الثلاثى مع الصين لصالح القارة الأفريقية.
من جانبه، استقبل «السيسى» السفراء الجدد لسبع دول هى: اليابان، وتشاد، وكندا، وألبانيا، وفرنسا، وكوبا، وبيرو، وصرح السفير علاء يوسف بأن السفراء الجدد قدموا أوراق اعتمادهم للرئيس.
فى السياق ذاته عقد السفير سامح شكرى، وزير الخارجية، مؤتمراً صحفياً مع نظيره الجنوب سودانى، برنابا بنجامين، أمس، فى قصر الاتحادية، بعد انتهاء جلسة المباحثات بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الجنوب سودانى سيلفا كير.
وقال «شكرى»: «التقى الرئيس بأخيه سيلفا كير، فى إطار الزيارة الرسمية التى يقوم بها رئيس جنوب السودان للقاهرة، وعقدا جلسة مباحثات استمرت ساعة ونصف ساعة، ثم عُقد لقاء بين وفد البلدين، وتم خلال اللقاءين التأكيد على تكثيف العلاقات الثنائية بين البلدين فى مجالات الزراعة والتعليم والرى، وتم التنسيق بين أوجه التعاون بين كل وزير ونظيره فى جنوب السودان». وأضاف: «أنا أعتزم زيارة العاصمة جوبا قريباً، ووجّه سيلفا كير دعوة للسيسى لزيارة العاصمة جوباً». ولفت إلى أنه خلال المباحثات تم الحديث عن تنمية مصر وجنوب السودان لمواردهما المائية، وتم التأكيد على الاستفادة من النيل وتطهير القنوات والأفرع من أجل ضمان وصول مياه النيل لمصر، وهناك اهتمام بالتعاون مع دول حوض النيل، مشيراً إلى أنه هناك للعمل على تشجيع الاستثمارات المصرية فى جنوب السودان، للاستفادة من الثروات الضخمة. من جانبه، قال برنابا بنجامين إنهم ناقشوا عدداً من موضوعات التعاون فى كافة المجالات، ووجه رئيس جنوب السودان دعوة للرئيس السيسى لزيارة العاصمة جوبا، معرباً عن حبه لتناول وجبة الكشرى.