مظاهرات الغضب تجتاح أمريكا بعد تبرئة قاتل الشاب الأسود
اندلعت مظاهرات فى جميع أنحاء الولايات المتحدة من «سياتل» إلى «نيويورك»، مروراً بـ«شيكاغو» و«لوس أنجلوس»، بعد قرار القضاء الأمريكى عدم ملاحقة شرطى أبيض قتل شاباً أسود فى مدينة «فيرجسون» فى أغسطس الماضى. وقال المدعى العام الأمريكى روبرت ماكولوخ: إن «الشرطى الأمريكى دارين ويلسون لن يخضع لأى ملاحقة قضائية بعدما قتل شاباً أسود فى أغسطس الماضى بـ6 رصاصات دون أى اتهام»، بينما كان المئات يحتشدون فى شوارع «فيرجسون» بانتظار القرار، فيما أعربت عائلة الشاب الضحية عن «خيبة أملها العميقة، لكون قاتل ولدها لن يتحمل نتائج أفعاله».
وبعد إعلان قرار المحكمة الأمريكية، خرجت مظاهرات حاشدة فى أنحاء مقاطعة «سانت لويس» بولاية «ميزورى» الأمريكية، احتجاجاً على القرار، فيما أعلنت الشرطة الأمريكية تفريق المحتجين بالقنابل المسيلة للدموع، بعد أن تحوّلت المظاهرات إلى العنف من خلال الاعتداء على سيارة شرطة وتحطيم نوافذ الشركات وسماع دوى إطلاق رصاص فى الشوارع، فيما استولى محتجون على أحد متاريس الشرطة، مرددين هتافات «قتلة»، وألقوا الحجارة والزجاجات الفارغة على قوات الشرطة، وأشعلوا النيران فى سيارة شرطة.
من جانبها، قالت وكالة أنباء «فرانس برس»: إن «المتظاهرين بدأوا منتصف ليل أمس الأول بإلقاء أشياء على قوات الأمن، بينما كانوا يرددون هتافات (لا عدالة لا سلام)، ووجهت قوات الشرطة دعوات إليهم للتوقف عن التظاهر والمغادرة على الفور، ثم بدأت فى إطلاق الغازات المسيلة للدموع». وأعلن قائد الشرطة فى منطقة «سانت لويس» جون بلمار، أن شرطة «فيرجسون» فى ولاية «ميزورى» تعرضت لإطلاق نار وإحراق حوالى 10 مبانٍ، مضيفاً: «تم اعتقال 29 متظاهراً دون تسجيل وقوع أى قتيل فى أعمال العنف التى بدأت منذ أمس الأول». وأكد «بلمار» أن «الوضع بات أسوأ كثيراً من احتجاجات أغسطس الماضى»، مضيفاً أن ما لا يقل عن 10 محال تجارية أُحرقت بعد أن تحوّلت احتجاجات «فيرجسون» إلى أعمال عنف، وجرت عمليات نهب وسلب وحرق للعديد من المحال التجارية، واندلعت عدة حرائق فى وقت مبكر أمس فى الشركات التجارية المحلية، من بينها منشأة تخزين ومحال لبيع قطع غيار السيارات ومتجر لبيع مستحضرات التجميل، مشدداً على أن الشرطة لم تطلق رصاصة واحدة خلال الاحتجاجات، وأضاف أن «نسيج المجتمع يتمزّق».[FirstQuote]
وفى سياق متصل، أعلنت إدارة الطيران المدنى الفيدرالية تغيير مسار بعض الرحلات الجوية فى مطار «لامبرت سانت لويس» الدولى، أمس الأول، بسبب الاضطرابات التى تشهدها «فيرجسون». وحسب التوصيات التى نشرتها سلطة الطيران المدنى، فإنه يجب تحويل مسار الطائرات إلى منطقة قُرب «فيرجسون» بما لا يقل عن 4.8 كيلومتر، تجنباً للاشتباكات وأعمال العنف التى وقعت فى مختلف أنحاء المدينة.
وفى «نيويورك»، خرج مئات المتظاهرين إلى ساحة «تايمز سكوير»، حاملين لافتات سوداء كُتب عليها «العنصرية تقتل» و«لن نبقى صامتين»، منددين بما وصفوه بـ«عنصرية الشرطة»، مرددين هتافات «لا عدالة.. لا سلام». وكانت مروحية تابعة للشرطة تحلق فوق الساحة، فى الوقت الذى حضر فيه قائد شرطة «نيويورك» بيل براتون، إلى «تايمز سكوير»، حيث اعتدى عليه أحد المتظاهرين وألقى على وجهه «طلاء أحمر». وفى «مانهاتن»، تجمع المتظاهرون احتجاجاً على قرار تبرئة الشرطى قاتل الشاب الأسود فى ساحة «يونيون سكوير»، بينما خرج المئات من المتظاهرين فى «هارلم سكوير» تنديداً بالحكم.
وفى «واشنطن»، خرج مئات المتظاهرين فى مسيرة إلى البيت الأبيض، مرددين هتافات: «ارفعوا أيديكم.. لا تطلقوا النار»، وهو الشعار الذى اعتمده المتظاهرون منذ وقوع المأساة فى مدينة «فيرجسون» بولاية «ميزورى» فى أغسطس الماضى، ورفعوا لافتات كُتب عليها «أوقفوا ترهيب الشرطة العنصرى» و«حياة السود لها أهمية»، فيما خرجت مظاهرات أخرى فى «بوسطن» و«فيلادلفيا» و«دنفر» و«سياتل» و«شيكاغو» و«سولت ليك سيتى». وفى مدينة «أوكلاند» بولاية «كاليفورنيا»، قطع حوالى ألفى شخص طريقاً سريعاً بالولاية، مما أدى إلى اعتقال عدد من المتظاهرين. وقالت صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكلز»، إن «مئات المحتجين خرجوا أمام مركز للشرطة فى لوس أنجلوس، مرددين هتافات (الموت للشرطيين القتلة)».
وبعد اتساع نطاق الاحتجاجات والمواجهات ضد الشرطة الأمريكية لتشمل العديد من الولايات، طالب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عائلة مايكل براون التحلى بالهدوء بعد قرار المحكمة، وقال «أوباما» -فى خطاب فجر أمس من البيت الأبيض- إن الأمريكيين بحاجة إلى القبول بقرار هيئة المحلفين.