خبراء: ثورات المنطقة لا تتحمل مسئولية الانهيار الأمنى والاقتصادى
قال خبراء سياسيون واقتصاديون وأمنيون: إن ثورات «الربيع العربى» لا تتحمل مسئولية الانهيار الاقتصادى وتفكك الجيوش فى عدد من الدول العربية، واعتبروا أن تلك الثورات التى شهدتها الأعوام الأخيرة كشفت عن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى كانت موجودة من قبل، وتعانى منها المنطقة، وتحتاج لحلول سريعة ومستدامة. وقال الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء السابق، لـ«الوطن»، إن التقلبات الاقتصادية التى حدثت فى مصر ليست شديدة السوء، لأن معدلات الاقتصاد ارتفعت مؤخراً، وهناك انتعاشة اقتصادية بدأت تشهدها الدولة، لكن أداء النظام السابق أهمل جوانب مهمة تتمثل فى العدالة الاجتماعية، ومنح المزايا لـ«المحاسيب» التابعين للنظام، وعلى هذا الأساس اندلعت الثورة وغيرها من الثورات فى بلدان أخرى.
وأضاف «الببلاوى»: «الثورات العربية كان هدفها تغيير الأنظمة بحثاً عن العدالة الغائبة، ومن الطبيعى أن المراحل الانتقالية تشهد تغييراً من خلال فتح آفاق جديدة نحو المستقبل، ومصر بدأت خطوات جيدة لتحسين الاقتصاد، الأمر الذى لن يحدث فى يوم وليلة، ويحتاج إلى حلول مستدامة على مدار فترة طويلة، لأننا بصدد بناء مجتمع جديد ونظام أفضل». ووصف «الببلاوى» الأوضاع فى ليبيا وسوريا والعراق، بأنها «بالغة القسوة»، وتعبر عن أمر مؤسف لأنها بدأت تخرج عن السيطرة، قائلاً إن الثورات أو الأحداث الكبرى دائماً ما تمر بمراحل تكون فيها «ردة» وتضارب مصالح، وتدخلات داخلية وخارجية، ما يصعب على هذه الدولة مهمة إعادة البناء مجدداً، وهو الوضع الذى تسعى إليه مصر.
وقال الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادى، إن ثورات «الربيع العربى» لا تتحمل مسئولية ما آلت إليه الأوضاع، سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية، موضحاً أن ثورة 25 يناير اندلعت فى مصر بسبب أزمات حقيقية، على رأسها غياب العدالة الاجتماعية واتساع الفجوة بين طبقات المجتمع وانتهاء الطبقة الوسطى بالكامل وانتشار الفساد السياسى والاقتصادى، مضيفاً: «انحراف بعض الثورات عن الطريق الصحيح بسبب بعض الانتهازيين».
وقال اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى: «المؤسسة العسكرية المصرية حافظت على تماسكها وصلابتها عقب اندلاع ثورتى 25 يناير و30 يونيو، بعكس الدول العربية المجاورة، لإيمان الجيش والشعب بأنهما كيان واحد لا يتجزأ، بعكس الجيش السورى المنقسم بين علويين وسُنة، الأمر الذى تسبب فى مواجهات دموية بين الجميع»، وأشار إلى أنه بالرغم من أن اقتصاد ليبيا كان قوياً فإن تفكك الجيش الليبى وانقسامه إلى طوائف تسبب فى انهيار الاقتصاد، فضلاً عن سيطرة الإسلاميين.