كوابيس المجرة
تخرج من الحائط يد حمراء ضخمة. يكسوها شعر كثيف، طويلة الأظافر فيحاول «ثائر» القيام مرعوباً من فراشة. فإذا بثوبه يتعلق بشىء. فيحاول الاستناد على الكمودينو ونزع الثوب. لا جدوى، وفجأة ظهر عنكبوت يمد ذراعه ناحية أصابع «ثائر».. حاول الصراخ، لكن صوته لا يخرج. وهنا يرن جرس الشقة. فتفتح الأم وإذا بالشحاذ الممل يحاول أخذ شىء. لكنه بعد أن يأخذ يصر على مقابلة «ثائر» فقد وعده بخطبة ابنة البواب، وأثناء دخول الأم المطبخ تسلل الشحاذ لحجرة ثائر، فصدم حين رآه مفتح العينين يصرخ ببطء.
فأيقظه من كابوسه مهدئاً له.
عبدالله: أعلم أن الوقت غير مناسب لكنك يا ثائر وعدتنى بخطبة ابنة الجيران.
ثائر: كيف يا عبدالله فأنت لا تعمل فخيبتك مثل خيبتى فقد فقدت حبيبتى زهرة لأنى لا أعمل، وقد تم خطبتها لطبيب ورفضونى لأنى خريج حقوق وعملها قليل.
لابد أن أترك هذا الشارع وأرحل لجدتى حتى أتخلص من تلك الكوابيس..
فتظهر الأم غاضبة.
الأم: كيف دخلت إلى هنا يا عبدالله؟ ولم لا تعمل بدل الشحاذة؟ لعينة هذه البلد، فحالك مثل حال ثائر فلا فرق بينكما غير الشهادة العلمية. فلا زواج الآن فأرواحنا معلقة بالظروف، وأخذ ثائر يلملم حقيبته حزيناً لأنه سيترك شارع حبيبته زهرة. التى يهواها لكن هكذا قضت عليه الكوابيس والظروف وازداد شجاره مع الأم علواً.
الأم: كيف سأعيش بمفردى يا ثائر قلت لك سأزوجك معى فى الشقة اهدأ.
وبين شد وجذب عقيم رحل ثائر قائلاً: ليتنى أرحل خارج البلاد فأستريح من كوابيسى وأحزانى وأغلق الباب وراءه بقوة، ورحل إلى بيت جدته فرحبت به فرحة.
الجدة: ثائر، لقد كنت أفكر فيك لقد قررت أن أترك لك شقتى لتتزوج فيها، وسأعيش مع أمك كما أننى وجدت لك عملاً.
ثائر مبتسماً ومهللاً: حقاً يا جدتى ونظر إلى وجهها المريح وشعرها الأبيض المضىء وقبلها محتضناً ثم اتصل بزهرة فرحاً.
ثائر: زهرة، اطردى هذا العريس فوراً فقد حصلت على وظيفة وشقة وسنتخلص من المجرة وكوابيسها.