فلسطينية أصبحت «أم شهيد».. و«سيجار» من جلسة قديمة
فى لحظة فارقة انشطر فيها المجتمع لنصفين، أحدهما يحتفى ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك ورموز نظامه من دماء الشهداء، والآخر مكلوم محبط يبحث عن وسيلة للقصاص لرفقاء الميدان، وبين الحالتين انتشرت صورتان على مواقع التواصل الاجتماعى، فى محاولة لتلخيص المشهد فى لقطتين، أم أحد الشهداء فى الصورة الأولى تبكى ألماً على فقدان فلذة كبدها حاملة صورته بين كفيها، والصورة الثانية للمحامى «فريد الديب» يشعل سيجاراً قيل إنه عقب صدور حكم البراءة مباشرة.[SecondImage]
أما المفاجأة التى تم الكشف عنها فى اليوم التالى، فهى أن كلتا الصورتين ليست لها علاقة بالواقع، فالأم المكلومة التى تظهر فى الصورة الأولى هى سيدة فلسطينية تبكى على وفاة ابنها المعتقل فى السجون الإسرائيلية، كما أن صورة «الديب» بالسيجار تعود لجلسات ماضية، بعيداً عن جلسة النطق بالحكم، وهو ما يعكس محاولات البعض تأجيج المشهد بصور مزيفة لا علاقة لها بالواقع.
«بصرف النظر عن أن مشاعر الأم الفلسطينية لا تختلف كثيراً عن مشاعر أمهات شهداء الثورة، اللاتى يعتصرن ألماً بسبب حكم البراءة، وأن الثقة التى بدا عليها «الديب» تكررت فى معظم جلسات المحاكمة، فإن محاولات تزييف الواقع والتشويش على الرأى العام، من خلال برامج «الفوتومونتاج» لعبت دوراً مؤثراً منذ ثورة 25 يناير وحتى وقتنا هذا، بحسب الدكتور شريف درويش، أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بكلية الإعلام جامعة القاهرة، اعتماداً على الدور الكبير الذى تلعبه الصورة فى توجيه الرأى العام، بدليل التعاطف مع الشعب الفلسطينى نتيجة لتداول صور ترصد الوحشية الإسرائيلية، والإدانة الدولية التى واكبت نشر صور الفظائع التى ارتكبتها أمريكا فى سجن «أبو غريب» بالعراق.
«يجب أن تكون هناك أخلاقيات لنشر الصورة، وألا يتم تزييفها بتوثيق بعض اللقطات من صور مختلفة، لتركيب صورة جديدة لا علاقة لها بالصورة الأصلية، على أيدى أشخاص تم تدريبهم جيداً»، قالها «درويش»، مؤكداً أن التزييف لا تستخدمه فقط الجماعات الدينية المتطرفة، فعلى الجانب الآخر استعانت بعض القوى المدنية مؤخراً بصور لملتحين يحملون سيوفاً وأسلحة، ثم فوجئنا أنها التُقطت من المشهد الأردنى، وهو أيضاً توجيه معيب للرأى العام.