«إبراهيم» أثناء استخراج الثعابين من باطن الأرض
على بقعة زراعية يحيطها المحصول الأخضر من كل جانب، وقف الشاب العشريني «إبراهيم»، ابن محافظة الدقهلية، ممسكًا بالفأس ليحفر بشكل عشوائي بحثًا عن ثعابين الكوبرا التي بدأ يُخرجها واحدا تلو الآخر، لمعرفته انتشارها بكثرة أسفل التربة على إمتداد هذه المساحة من الأرض.
«في أراضي كلها ألماظ أو كلها آثار.. دي بقى كلها تعابين»، قالها «إبراهيم»، في بث مباشر لـ«الوطن»، بينما هو منهمكًا في البحث عن ثعبان آخر، معتمدًا على الحفر بالفأس أو بسيخ حديدي تارة، وفي الأخرى يتحسس وجودها بأذنه وكأنه يتنصت على الأرض محاولًا الاستماع لصوت الثعابين، والتي لم تمر دقائق معدودة حتى توصل إلى واحد منها.
ظل «إبراهيم» يداعب ثعبان الكوبرا والذي يبلغ طوله قرابة المترين للحظات، بعد أن أمسكه بمهارة شديدة ليحكم قبضته عليه ثم وضعه في جوال بلاستيكي وهو يردد على مسمعه بعض الجمل بشكل غريب وكأنه يخاطب شخصًا أمامه، مثل: «أدخل جوا محدش هيأذيك.. أدخل جوا»، لينصاع الثعبان بالفعل لأمر الشاب العشريني الذي أغلق فوة الجوال جيدًا، ليبدأ مهمة البحث عن ثعبان جديد.
مهارة كبيرة أظهرها ابن محافظة الدقهلية في التعامل مع ثعابين الكوبرا بدءًا من وقت استخراجها من باطن الأرض وحتى وضعها في الجوال البلاستيكي: «بعرف أتعامل معاها كويس وبعرف إزاي أخليها تنام وميبقاش في أي خطورة منها»، وفقًا لـ«إبراهيم»، وأنه لا يمكن إيقاظ الثعبان من نومه إلا بطريقة معينة هو يتتقنها جيدًا.
«المهارة دي خدتها من أبويا وأجدادي.. أجيال بتسلم أجيال»، بحسب «إبراهيم»، الذي ورث القدرة على استخراج الثعابين من والده، إذ أنه في بداية الأمر واجه صعوبة في التعامل مع الثعابين وخاصة الكوبرا والسيطرة عليها، إلا أنه مع مرور الوقت اكتسب الخبرة والشجاعة الكافيين ما أهله للتعامل مع هذه الكائنات الخطيرة بهذه الاحترافية.
تعليقات الفيسبوك