بريد الوطن .. بين الهروب والضعف والانسحاب
صورة تعبيرية
عندما نستمع إلى كلمة هروب يجول فى خاطرنا غالباً ارتباطها بأمر سلبى، فهل يمكن أن يكون الهروب قوة؟
هناك فهم مغلوط شائع يخلط بين الهروب والانسحاب والضعف، فكلمة ضعف تأتى بمعنى عدم القدرة على فعل الشىء أو استكماله حتى النهاية نتيجة للعجز، وترتبط كلمة ضعف بصفات أخرى سلبية مثل الفشل والانهزام والاستسلام.
أما كلمة انسحاب فتعنى التخلى عن شىء لا يصلح لنا فى الوقت الحالى مع بقاء الاتصال قائماً لاحتمال العودة إلى الأمر لاحقاً مرة أخرى، ولا يعبر الانسحاب دائماً عن الهزيمة، ولكنه قد يكون تأجيل الاستجابة أو رد الفعل لحين حلول الموعد المناسب للمواجهة مرة أخرى.
أما كلمة هروب فنراها دائماً بنظرة سلبية على الرغم من أنه قد يكون قمة القوة فى بعض الأحيان، فكلمة هروب تأتى فى المصطلحات النفسية بمعنى تراجع عن الشىء، لكنها لا ترتبط بمعانى الضعف والهزيمة، فقد قال الملاكان للوط فى سفر التكوين: «اهرب لحياتك لئلا تهلك»، فارتبط هذا الهروب بالنجاة من الموت، وحين ظهر الملاك ليوسف فى حلم وقال له اهرب من بيت لحم إلى مصر، كان حينها هروب العائلة المقدسة تفادياً لشر هيرودس الملك الذى كان من المزمع أن يقتل الطفل يسوع. وحين هرب يوسف من أمام امرأة فوطيفار تجنباً للخطية، كان هروبه قمة القوة والإرادة السليمة.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com