«ماتحلفيش يا مصر».. نص قصيدة لـ عبدالرحيم منصور لحنها بليغ ليغنيها العندليب
عبدالرحيم منصور
أول كلامنا سلام على روح الجدع عبدالرحيم منصور، الشاعر الذي عاش ليكتب عن عشاق ومجاذيب هذا الوطن، وفارق الدنيا وهو صاحب الرصيد الأكبر من كلمات الأغاني الوطنية، هو صاحب أغاني النكسة والانتصار، وصانع الحزن والبهجة، هو الجنوبي المعجون بثقافة الفقراء، وحتى اسمه «متشعبط» في أعتاب صاحب المقام عبدالرحيم القناوي.
عبدالرحيم منصور من مواليد 15 يونيو 1941 بمحافظة قنا جنوب مصر، وانتقل إلى العاصمة القاهرة في ستينيات القرن الماضي، وبث أشعاره عبر الإذاعة قبل أن ينشر ديوانه الأول «الرقص ع الحصى» في أواخر الستينيات، بعدها تغنى بكلماته نجوم الطرب، عبدالحليم حافظ وشادية ووردة ونجاة ومحمد رشدي...وغيرهم الكثير، لكن تبقى علاقته بـ محمد منير، والملحن أحمد منيب، تجربة لها بريق وسحر خاص ظهر مع أول ألبومات الكينج «علموني عنيكي» عام 1977، ثم ألبومي «شبابيك»، و«اتكلمي».
عبدالرحيم منصور وبليغ حمدي.. مجاذيب في بحر الوطن
كان عبدالرحيم منصور يكتب بلغة هي الأقرب لألسنة البسطاء، وكلماتها مشحونة بانفعالاتهم، وهذا هو ما لفت نظر الملحن العبقري بليغ حمدي، وكلاهما وجد في الآخر رفيق درب في حب الفن والوطن، لذا كان الشاعر يكتب، والملحن يمزج كلماته بالنغم، ويتحول الأمر لحدوتة يتقاسمان روايتها بصحبة العود، لذا جمعت بينهما تسجيلات كثيرة، لأعمال لم يغادر بعضها جدران جلساتهما الخاصة.
«في عينيك المسيح» واحدة من تلك القصائد التي كتب كلماتها الشاعر عبدالرحيم منصور ولحنها بليغ حمدي، واتفقا على أن يغنيها عبدالحليم حافظ، ووافق العندليب، لكن المشروع لم يكتمل، ولم يغن عبدالحليم من كلمات منصور سوى أغنية «قومي يا مصر».
كلمات قصيدة «ماتحلفيش يا مصر»
ماتحلفيش يا مصر بالغلة
ولا بالحليب الصابح البكري
ما تحلفيش بندعة القلة
ولا بريم البحر والقمري
ما تحلفيش بجدي عبدالله
ولا بعزوة ولدك البكري
ما تحلفيش يا مصر بعد الله.. إلا بدم الشهيد.. إلا بدم الشهيد.
يا مصر يللي على طول السنين تتغنى
يا حكمة باقية في ضمير الأجيال
يا طالعة من جوه الصدور بتأني
أنة جموع وأمل وأنة رجال
خد الربابة يا ابن بلدي وغني
بلدك حبيبتك نبض للموال
بلدي يا مصر
أنا بين ضلوعك جنين
أنا على صدرك صبي مليان غناء
مليان حنين
أنا في عيونك نداء
نداء اللي طالت به مشاوير الدروب
يرجع اللي غاب
ويريح الأغراب
ويفتح الأبواب بفرحة للأحباب
أرفع جبيني وأقول يا مصر يا صبية
ياللي في شعرك شيبة بكرية
أنت النجوع وأنت الرجوع
وأنت الأمان وأنت الحنان
وأنت ابتسامة تهز غربال الوليد يوم السبوع
يللي في قلبك صلاة
يللي في عينيكي يسوع
يا مصر يا حبيبتي
أنت البداية وأنت النهاية
وأنت ملاذي حين اتكي برأسي على صدرك
وأنت بتحكي لي الحكاية
صوتك يصحي بكره جوايا
يصحي الأمل جوايا
صوت يصحي الشهيد
شاوري بأيدك يا مصر
ارمي بنفسي حين عينيك تريد
يا مصر يا حبيبتي
بمشي في نسيمك زي طير المغربية الراجع
اتحنى من همك
وأتعلم الصبر منك
واسمي كل اللي بحبه باسمك
تنادي لي اناديكي
واسمع ندائك وأقول.. ده ندائك وللا ندائي
وللا نداء الغلابة.. وللا نداء الصابرين
أولادك القادرين
اللي سنين ماشيين يقول لك يا صابرة
طول عمرك بتدي والزمن بيأخد
ومسيره يجيب
طول عمرك تعدي على الشوك.. والصعايب
والليل الغريب
طول عمرك حبيبة
وحضن لليتامى
وسكة للسلامة
دعوة قريبة ونجمة غريبة في وسط الغمامة
خد الربابة يا ابن بلدي وغني
بلدك حبيبتك نبض للموال