تنمر تعرض له منذ صغره بسبب خطه الـ«وحش» ما أدخل الحزن على قلبه، فأمسك جده أنامله ليعلمه رسم الحروف بشكل مترابط، مثلت لـ علي محمود، دفعة ثقة كبيرة جعلته يجيد تخطيط وتنسيق الكلمات بحيوية ورشاقة، متحكمًا في قلمه رغم صعوبة الأمر في البداية.
جده ساعده في تحسين خطه
«علي» الطالب الذي لا يتعدى عمره 16 عامًا، حاول عندما كان في الصف الثالث الابتدائي، تحسين خطه بعدما ساعده جده في بادئ الأمر، فتعرف على مدرس للخط بمدرسته، وأخذ يعلمه نصف ساعة يوميا في فترة الراحة، فإيجادته للموضوع بثقة وثبات شجعته للمشاركة في مسابقة الخط العربي في مدرسته حصل بموجبها على المركز الأول.
لم يكتف الموهوب الصغير، الذي يعيش في القاهرة بذلك، بل حرص على الحصول على تدريبات حتى وصوله للصف الثالث الإعدادي، مضيفا لـ«الوطن»: «من هنا اتفتحت عيني أكبر على الموضوع، اتعلمت من خلالها معظم الخطوط وأشكالها».
قدوته خطاط المصحف الشريف
خطاط صغير بدرجة محترف يخطو بخطوات ثابتة نحو هدفه، حرص على المشاركة في الفعاليات المختلفة، وكتابة أسماء الأشخاص بخط مميز بهدف الربح: «ساعات بطبع كلمات بخطوط مميزة على الأكواب أو الأطباق أو التيشيرتات».
عثمان طه، خطاط المصحف الشريف، قدوة «علي»، ومثله الأعلى، فهو يرغب في أن يستخدم الخط العربي في التصميمات بدلا من الحروف اللاتينية، وأن يساعد الشباب والصغار بمعرفة هويتهم العربية والإسلامية: «أنا عاشق للآثار الإسلامية، وعاوز أعلم الناس تبقى خطوطهم حلوة».
غذي بصرك بالخطوط المختلفة
دراسة «علي»، في مدرسة للغات لم تشكل عائقًا أمام إجادته لرسم الحروف العربية بشكل متناغم ومبهر، فتناقص أعداد الخطاطين المستمر كان حافزا كبيرا له لخوض غمار التجربة، فهدفه تعليم الآخرين خاصة أن تكاليف أدوات رسم الخط العربي وكورساته باهظة الثمن.
«غذي بصرك بالخطوط المختلفة»، من ضمن النصائح التي قدمها للموهوبين الصغار، إضافة للنية بالنفع العام: «الخط زي أي عضلة بالجسم، بتبقى أحسن كل ما تمرنها أكتر، فالتكرار واجب لحد تتقن».
5 خطوط أصلية يجيد رسمها
5 خطوط أصلية يجيد رسمها الشاب الصغير، وهي النسخ والرقعة والديواني والثلث والفارسي، سواء من خلال الرسم التقليدي أو الرسم الحديث «الديجيتال»، والذي من شأنه مواكبة التكنولوجيا الحديثة، بينما لا يكاد يتقن «الكوفي» مقارنة بالباقي.
يعتز «علي» بكلمات جده له في بداية حياته، إذ يعتبرها أول وأهم رسالة له: «قالي حبيت خطك رغم ركاكته، وكان نفسه يشوفني عَلَم في المجال ده»، مؤكدا أنه يتمنى تعليم عدد كبير من الصغار والشباب رسم الخطوط العربية، متمنيا كتابة القرآن الكريم كاملا بخط يده.
تعليقات الفيسبوك