سر الرسالة الأخيرة لأحد ضحايا عقار الظاهر.. «بعتها لأخته من تحت الأنقاض»
«شيماء» برفقة شقيقها ووالديها
«أنا هعتبر إن دي رسالة وأنت كويس أخرجلي بقى».. بهذه الكلمات القليلة المؤثرة وفي رسالة نصية قصيرة عبر الهاتف المحمول، ردت بها شيماء صلاح «الفتاة العشرينية» والناجية الوحيدة من حادث عقار الظاهر، على شقيقها «إسلام» بعدما حاولت الاتصال به أكثر من مرة عقب انهيار العقار بالكامل وكان مازال تحت الأنقاض، بعدما أرسل إليها رسالة غريبة لم تفهم حقيقتها.
«الوطن» تستعرض حقيقة الرسالة النصية الأخيرة التي أرسلها الشاب «إسلام» لشقيقته، وهو وقتها كان تحت أنقاض عقار الظاهر المنهار، والذي خرج منه.
سقوط عقار الظاهر فجر يوم الجمعة الماضي
سقط عقار الظاهر بشارع طور سيناء المكون من 5 طوابق بالتزامن مع آذان الفجر في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضي، وكان داخل العقار وقتها 7 أفراد من بينهم 3 من أسرة واحدة، وهي أسرة «شيماء»: الأب والأم والشقيق الشاب، وحسب رواية «شيماء» لـ «الوطن» كان الأربعة يحاولون الهرب قبل انهيار العقار بلحظات، والفتاة العشرينية هي وحدها من استطاعت الهروب قبل ثواني من سقوطه بالكامل.
رسائل نصية متبادلة بين «شيماء» وشقيقها الموجود تحت الأنقاض
بعد سقوط العقار بالكامل، حاولت «شيماء» الاتصال أكثر من مرة بشقيقها لأنها كانت تعلم أنه كان يحمل هاتفه المحمول أثناء هروبه من المنزل قبل سقوطه، وقالت بنبرة حزينة: «كنت بتصل بيه أكتر من مرة والموبايل كان بيرن فعلا لكن إسلام كان بيكنسل عليا في كل مرة»، مضيفة أنه جاء من موبايله أكثر من مرة الرسائل التلقائية التي يمكن إرسالها لمن يتصل مثل «I am safe now. Don’t worry»، وهي معناها باللغة العربية «أنا آمن حاليًا، لا تقلق»، لترد عليه شيماء برسالة نصية أخرى كتبت له فيها «أنا هعتبر إن دي رسالة وأنت كويس أخرجلي بقى».
وتتابع «شيماء»: «هو كان لابس سمارت واتش في إيده ومعاه الموبايل، بس مكنتش عارفه هل هو فعلا اللي كان قاصد يبعتها عشان كان عارف إن قلبي كان هيقف عليه وهو تحت الأنقاض وكان عاوز يطمني، ولا الرسالة دي اتبعتت إزاي وكانت مثلا بسبب الهدد فإيده بتتحرك فبتتبعت الرسايل دي».
«شيماء» تفقد أسرتها بالكامل: أب وأم وأخ
ولكن خرج في النهاية إسلام صلاح، 28 عامًا، من تحت الأنقاض متوفيًا برفقة والده صلاح ووالدته أميمة، بإجمالي عدد ضحايا 6 في الحادث الأليم، لتفقد «شيماء» أسرتها بالكامل، طالبة من الجميع الدعاء لهم بالرحمة.