أكمل قرطام: «الوفد المصرى» يسعى لتشكيل الحكومة المقبلة
قال أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، القيادى بتحالف الوفد المصرى، إن حزبه سيسعى ضمن التحالف للمشاركة فى الحكومة المقبلة، التى ستتشكل عقب انتخابات مجلس النواب، مؤكداً فى الوقت نفسه أن التحالف سينضم إلى صفوف المعارضة إذا لم ينجح فى تشكيل الحكومة أو المشاركة فيها.
وتوقع «قرطام» فى حوار لـ«الوطن»، أن يحصل الإسلاميون على نسبة 20% من البرلمان المقبل، وطالب الحكومة بدعم الأحزاب المدنية لتكون وسيطاً بين النظام والمواطنين. وأوضح أن «الوفد المصرى» لديه أجندة تشريعية ضخمة تضم 74 قانوناً مكملاً للدستور، سيسعى لإعدادها داخل البرلمان. وحول حكم البراءة الذى حصل عليه الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فى قتل المتظاهرين، قال إن نظام ما قبل ثورة 25 يناير كان مستبداً، لكنه لم يكن قاتلاً أو خائناً مثل الإخوان، و«مبارك» كان يجب أن يحاكَم سياسياً وليس جنائياً.. وإلى نص الحوار:
■ كيف استقبلت حكم براءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟
- الحكم كان متوقعاً، لأننا نحاكم مبارك ونظامه أمام محكمة جنائية. ومما لا شك فيه -من وجهة نظرى- أن نظام مبارك كان يخنق المواطنين، لكنه لم يكن نظاماً قاتلاً لشعبه، ولا خائناً كالإخوان، لكنه كان نظاماً مستبداً جداً، الاستبداد كان واضحاً فى تزوير الانتخابات، وجعل السلطة التشريعية جزءاً من السلطة التنفيذية، أدى إلى اختلال النظام الحاكم، وغياب قيمة الانضباط، فضلاً عن إصابة المجتمع المصرى واهتزاز منظومة القيم وفقدان قيمة العمل الجاد، ولم يكن مبارك وحده مستبداً، وإنما كان هناك نظام كامل من الاستبداد منذ 52، ومهما كان المستبد نيته سليمة، لكنه فى النهاية سيؤدى إلى الفساد، وثورة 25 يناير لها فضل عظيم، هى التى أوصلتنا إلى تحديد مدة الرئاسة، وهذا أهم مكسب، صحيح أنها اختُطفت، واستولى عليها آخرون، لكنها أكسبتنا الكثير.
■ هل ستطالبون بإعادة محاكمة مبارك؟
الأمر أصبح متأخراً، وطرحه مرة أخرى «دناوة»، عهد وانتهى، وحكم وأُغلقت صفحاته، انتهينا ونريد أن ننظر للأمام، الرجل ليس قاتلاً، الحكم عنوان الحقيقة، القاضى حكم بأنه ليس قاتلاً، فلننظر للأمام، مبارك كان من المفترض أن يحاكم سياسياً من البداية، وطالما لم يحدث ذلك، فقد انتهى الأمر.[FirstQuote]
■ هل يمكن تصنيف حزب المحافظين كداعم للسلطة أم معارض لها؟
- نحن لسنا ضد رئيس الدولة، ولسنا معه فى كل القرارات، فلن نكون الحزب الذى يسير فى ركاب السلطة، بل نسعى أن نصل للسلطة، والأحزاب وفقاً للدستور هى التى ستشكل الحكومة، نحن مع الدولة الوطنية ومؤسساتها وإصلاحها وتحسينها، موقفنا سيتضح بعد الحكومة التى ستتشكل عقب انعقاد البرلمان، وهذا سيتوقف على وضعنا منها، هل سنكون مشاركين فيها، أم معارضين لها.
■ هل تتوقع أن يشارك الحزب، ضمن تحالف الوفد المصرى، فى تشكيل حكومة ما بعد البرلمان؟
- أتوقع ذلك طبعاً، تحالف الوفد المصرى من التحالفات الجادة التى تضم أحزاباً جادة، ونحن التحالف الوحيد الذى لم يحدث به مشكلات، لأننا اتفقنا من البداية على ألا يتم إعلاء أى مصلحة حزبية، وما يهمنا هو الوصول لبرلمان قوى به عقول مفكرة، لا يهمنا أن نأتى بنواب حتى لو كانوا قيادات شعبية، لكن فكرهم ضحل، نحن نريد عقولاً ترقى بالبرلمان، وهذا سيتضح فى نوعية المرشحين والبرنامج الانتخابى والأفكار التى سنطرحها، وسنسعى لتشكيل الحكومة أو المشاركة فيها.
■ إذا لم تنجحوا فى تشكيل الحكومة أو الاشتراك فيها، هل سيجلس التحالف على كراسى المعارضة؟
- بالتأكيد، هذه هى الديمقراطية، سنكون فى صفوف المعارضة.
■ فى رأيك.. لماذا اختار الرئيس إحدى الجرائد الخاصة لتجرى حواراً بين الأحزاب، بدلاً من أن ترعاه مؤسسة الرئاسة بشكل مباشر؟
- سؤال جيد، وليس لدىَّ إجابة عنه، ولكن ربما أراد أن يكون الحوار مجتمعياً، لا تتدخل فيه الدولة، وهذا إلى الآن مقبول، وما يصرح به الرئيس السيسى يؤكد أنه يحترم الأحزاب، لكن تصرفاته ومواقفه الفعلية لم تظهر بعد.[SecondImage]
■ البعض طالب كثيراً بفصل المال عن السياسة.. هل ترى أن عملك فى مجال الاستثمار سيتناقض مع دورك السياسى والحزبى؟
- أنا لست رجل أعمال، أنا رجل فنى لا أعمل فى غير مجالى، أنا مهندس بترول.. رجل فنى، مكانى فى الصحراء، وتعلمت فى ورش ومصانع، لكن الصورة العامة عنى أنى رجل أعمال غير صحيحة، وليس كل شخص ينشئ مصنعاً أو شركة، يطلق عليه رجل أعمال، فأنا لا أحسب نفسى عليهم.
■ هل مصطلح «رجل أعمال» يسبب لك الضيق؟
- لا، بالعكس هناك رجال أعمال مهمون جداً وشرفاء، لكنى لا أحسب نفسى عليهم، ولا عمرى دخلت جمعية رجال أعمال، ولا غرف تجارية، كل ما أهتم به هو الصنعة، وتطويرها، ولا أعمل فى غير مجالى، لكن إذا أراد البعض أن يحسبنى عليهم «فلا مانع من ذلك، ياريت.. الصيت ولا الغنى».
■ هل ستتفرغ للعمل السياسى بشكل كامل؟
- لا.. «هخلع منه قريب»، سأترك السياسة بعد عامين، بمجرد أن أشعر فقط أن هناك شخصيات تقوم باستكمال المهمة، وأريد أن أقدم شيئاً مفيداً لبلدى خلال هذين العامين.
■ لماذا اخترتم حزب الوفد للانضمام إلى التحالف الذى شكله؟
- اخترنا حزب الوفد لأنه مؤسسة، وحزب له تاريخ ومستقبل، فالوفد كان بيت الأمة، وأنا جدودى كانوا وفديين، أصررت على أن يكون اسم التحالف «الوفد المصرى»، وتشددت فى ذلك، وكان المقترح أن يكون تحالف «الأمة المصرية»، ورفضت ذلك، وقلت هذا وفد الأحزاب المصرية فى البرلمان، وأن حزب الوفد يقود التحالف.
■ ما صحة ما يتردد حول أن حزب المحافظين صاحب التمويل الأول فى التحالف؟
- غير صحيح.
■ هل ستترشح على رأس إحدى القوائم الانتخابية؟
- إلى الآن لم أحدد موقفى، ولم أر القوائم، ولا أعرف من سيترشح عليها، ولو شعرت أنى إضافة لقوائم الوفد المصرى، سأخوض الانتخابات، لكن الأمر مفتوح أمامى، سواء قوائم أو فردى، ومن الممكن أيضاً ألا أخوض الانتخابات.
■ كيف ترى موقف الدولة من الشباب؟
- هذه الدولة قتلت شبابها وقتلت قدراتهم.
■ هل الدولة ما زالت مستمرة فى قتل قدرات الشباب مع النظام الحالى؟
- نعم، ما زالت مستمرة فى قتلهم، لذلك قدمت مقترحات خاصة بتمثيل الشباب 50% كحد أدنى فى كل مؤسسات الدولة.
■ ما رأيك فى رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب؟
- هناك توجه سائد الآن بين شخصيات كثيرة ورجال أعمال، بأن «محلب» ليس هو رئيس الوزراء المناسب، لكنى أراه مناسباً فى هذه الفترة الحالية، فلم نشهد رئيس وزراء يتحرك مثله، الرجل يبحث فى كل المشروعات التى تنعكس على الدولة إيجابياً لجذب المستثمرين وجلب أموال من الخارج، ولكى يزيد معدل النمو إلى 8% نحن فى حاجة إلى 80 مليار دولار، وأن يأتى هذا المبلغ من الخارج.
■ هل هناك عجز فى المشروعات المطروحة للمؤتمر الاقتصادى الذى ستعقده مصر العام المقبل؟
- أعتقد، وكان يجب على الحكومة أن تعلن عن مشروعات بتكلفة معينة، وتطرحها أمام الدول والشركات من الآن.
■ ما النسبة التى تتوقع أن تكون للإسلاميين فى البرلمان المقبل؟
- 20% نسبة الإسلاميين، وإذا أجريت الانتخابات بالفردى، سيدخلون كمستقلين، وليس عن طريق الأحزاب والقوائم كما يردد البعض.
■ هل تعلم عدد المشروعات التى ستطرحها الحكومة؟
- نحو 40 مشروعاً، ومن المفترض أن يكون لدى الحكومة شفافية، وتعرض هذه المشروعات، حتى يتحرك معها رجال الأعمال والشعب.[SecondQuote]
■ هل ترى أن الحكومة هيأت المناخ المناسب لنجاح تلك المشروعات؟
- كان على رئيس الوزراء، عدم أخذ قرار بتحديد موعد المؤتمر، إلا وهناك كمٌّ كافٍ من المشروعات بتخطيط زمنى واضح، ومن المفترض أن تطالب الأحزاب بعرض المشروعات عليها وخرائطها وخطتها، وأعتقد أنه ربما يتم عرض المشروعات فى البرلمان، خاصة أن رئيس الوزراء أكد مراراً أن الانتخابات البرلمانية قبل المؤتمر الاقتصادى.
■ هل ترى مشهد «المؤتمر الاقتصادى» ضبابياً؟
- نعم، وأرى أنهم تعجلوا فى الدعوة لهذا المؤتمر، فكان من المفترض أن ينتظروا حتى البرلمان، وتقدم الحكومة خطة للمجلس، ويكون هناك تعاون بين الطرفين، كى يكون هناك شىء قوى ومفيد يجذب الدول المانحة ويحقق تنمية حقيقية لمصر.
■ ما رأيك فى علاقة الدولة ورجال الأعمال.. وهل هناك تعاون جيد بين الطرفين؟
- رجال الأعمال لا يستطيعون المغامرة، لأنه لا أحد يمتلك السيولة، معظمهم يقترض من البنوك لتنفيذ مشروعات، ولدينا قوانين عفا عليها الزمن، وقوانين إفلاس، لا بد من تغييرها، فما المنتظر منهم، هل منتظر منهم تقديم تبرعات، ليس هذا هو المتوقع، كما أنهم من أين سيأتون بالتبرعات. أعرف رجال أعمال استفادوا بشكل عظيم فى عصر مبارك، استغلالاً لقربهم من السلطة والرئيس، وخاصة فى مجالى الأراضى والبورصة، ولديهم ثروات ضخمة، ومنهم من أخرج أمواله للخارج، ومنهم من أدار أمواله، وهؤلاء عليهم تقديم تبرعات، ودفع نصف ما حصلوا عليه، إنما الناس التى تعمل وتدوّر فلوسها بالقانون دون انتفاع، فلا بد من تشجيعهم لأنه عندما ينشئ مصانع سيقضى على البطالة، كما أن منهم من له مساهمات مجتمعية، مصر مشكلتها الاقتصاد الموازى، إذا دُمج فى اقتصاد الدولة، ستكفى حصيلة الضرائب لسد عجز الموازنة، مصر كلها تتهرب من الضرائب، ولا أحد يعرف شيئاً عن الاقتصاد الموازى، ليس لدينا نظام يحكم الاقتصاد.. فى فرنسا وإنجلترا لا تستطيع أن تصرف من حسابك أكثر من 3 آلاف جنيه، بعد ذلك «يسألك ليه»، ولا يكون لك الحق فى أن تمسك كاش أكثر من ألف دولار، ولا تستطيع أن تتحرك به، لأن الجميع يعمل بـ«الكريديت كارد»، حتى يتم ضم المنظومة الاقتصادية بالكامل، وهناك لا بد أن يملك كل شخص حساباً بنكياً، كل ذلك يحكم الاقتصاد، وبالتالى لا يستطيع أحد التهرب من الضرائب.
■ البعض يرى أن رجال الأعمال أحجموا عن الوقوف بجانب الدولة بسبب القوانين الحالية.. ما رأيك؟
- لا أستطيع أن أقول إنه إحجام بشكل كامل، فهناك من تبرع، وهناك من لم يستطع، غير قادر وليس لديه السيولة، فليس منطقياً أن أطالب رجل أعمال عنده مديونية للبنك بالتبرع، «هيتبرع منين.. من فلوس البنك!»، لن يكون هناك إحجام من رجال الأعمال لو تم الاتصال بهم بالطريقة المناسبة.
■ ما الطريقة المناسبة للتواصل معهم فى نظرك؟
- إعداد مؤتمر لرجال الأعمال، ومطالبتهم بأطروحات وأفكار فى موضوعات معينة، لا بد أن يكون للحكومة خطة تحدد فيها: ما الذى تريده؟ ثم بعد ذلك تستخدم رجال الأعمال فى تحقيق هذه الخطة، طبيعة المبادرة الفردية أنها تجعل كل إنسان يبحث عن أرباحه، وأين سيضع أمواله. يجب وضع خطة مناسبة تحدد كل شىء، وتبعث الاطمئنان للجميع.
■ ما رأيك فى صندوق «تحيا مصر»؟
- لا أعرف حجم أمواله الآن، لكن هذا الصندوق لا بد أن يتحول إلى صندوق استثمارات، وليس صندوق مساعدات، ولو جمع أموالاً كافية يمكن اعتباره نواة لصندوق استثمارى مصرى كبير، على غرار صندوق الاستثمارات الإماراتى، وصندوق الاستثمارات السعودى أو الليبى، ويستثمر أمواله، ومن الأرباح يحقق مشاريع للعدالة الاجتماعية، لكن لا يقف عند كونه صندوق تبرعات.
■ تحدثت عن أهمية وخطورة الاقتصاد الموازى.. من يتزعم هذا المجال فى مصر؟
- ناس لا نعرفهم، والبعض ربما يكتشف مفاجأة بأن أغنى الناس فى مصر لا أحد يعرفهم، ستجدين من يشترون أراضى ومزارع فاكهة، و«معبيين فلوس فى شكاير»، بدليل مشروع قناة السويس الجديد الذى جمع شهادات استثمار بقيمة 64 مليارات جنيه، وكانت دعوة ذكية من الرئيس، وأصحاب هذا الاقتصاد، لا يدفعون ضرائب، والدولة لا تأخذ حقاً منهم، لذا قبل زيادة الضرائب، لا بد من التفكير فى كيفية إدراج هذا الاقتصاد الموازى فى المنظومة الضريبية، حتى لو أدى ذلك لتغيير شكل العملة، وأعتقد أن هذا هو الحل الأمثل لضم هذا الاقتصاد المتخفى للضرائب.. «كل واحد هيخاف فلوسه تروح عليه، وكل واحد معاه فلوس مش هيعرف يخبيها، وهذا سيجعل الجميع يذهب للبنوك».
■ ما رأيك فى دور رجل الأعمال نجيب ساويرس؟
- لماذا نجيب ساويرس تحديداً.. «ليه مش ناصف ساويرس مثلاً»؟
■ ما رأيك فى دور عائلة ساويرس؟
- عائلة أعمال، اشتغلوا كويس، وكانت لهم أفكارهم، وحققوا أرباحاً طائلة فى عهد النظام السابق، وخاصة من شركة موبينيل، وبعض المشروعات التى كانت تسند لهم بأمر مباشر.
■ البعض يعتبرهم أكثر رجال الأعمال استفادة من عهد مبارك.. ما رأيك؟
- بالتأكيد، لأنهم أغنى رجال أعمال فى مصر، وأنا لم أسع للاستفادة يوماً، لأنى رجل فنى أنافس شركات عالمية، لكن حجمها صغير جداً، ولا أحتاج شيئاً من الدولة، ولم ولن أتعامل معها.
■ لكنك تعاملت معها حين انضممت لعدة أشهر إلى الحزب الوطنى المنحل؟
- الحزب الوطنى لم يكن حزباً، كان اسمه حزب الدولة، أحمد نظيف لم يكن عضواً بالحزب الوطنى، عندما جاء رئيس وزراء أصبح عضواً بالحزب، الدولة اصطفت القدرات الفنية المتميزة فى البلد، وكل المتميزين وأدخلتهم فى الحزب الوطنى، وعندما انضممت للحزب الوطنى، انضممت حتى لا تزوَّر الانتخابات ضدى، ومع ذلك تم تزويرها، ونجّحونى بـ7200 صوت فقط، و«ماكانوش عاوزينّى».[ThirdQuote]
■ ولماذا يتخذ الحزب منك هذا الموقف وأنت أحد أعضائه؟
- لأنى «ماليش ماسكة»، وهم كانوا يريدون من يمسكون عليهم أموراً، وعندما قامت الثورة فى 25 يناير، لم تقم ضد الحزب الوطنى فقط، وإنما قامت على النظام كله، وعلى كل شىء، حتى على المعارضة، لأنهم جميعاً كانوا مسيّسين، والأحزاب والنخبة كانت مسيّسة، العملية كانت مسيّسة بالكامل، وعارضت النظام من داخل الحزب الوطنى حين طلبت من مبارك التنازل عن رئاسة الحزب، وعندما طالبته بعدم تمرير التعديل الدستورى الذى يقوم به، وهذا كان سبب الموقف الذى اتخذوه ضدى.
■ هل جميع الأحزاب قبل الثورة، بما فيها الوفد، كانت مسيّسة لخدمة نظام مبارك؟
- كل الأحزاب بلا استثناء، وكان ذلك دون إرادتهم، كانوا مضطرين، لأن السياسة تفرض عليهم ذلك.
■ نعود للسياسة مرة أخرى.. لماذا ترددتم كثيراً داخل الوفد المصرى فى اتخاذ موقف تجاه قوائم الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، حتى أعلنتم مؤخراً عدم التحالف معه؟
- كانت لدينا قوائمنا، وفجأة جاءتنا دعوة للتحالف مع الدكتور الجنزورى، ورأينا أنه إذا تحالفنا معه سنعتذر للكثيرين، لذا رأينا أنه عند اكتمال قوائمنا ومراجعتها، سنذهب بها إلى الجنزورى، ونعرض عليه إذا أراد الانضمام لنا، هو بالفعل أنجز قوائم للدولة، وليس لنفسه، ووفقاً لأن القوائم للفئات المهمشة، فإنه لن يكون بها تنافس، لأنها ستمثل مجموعة من الفئات الضعيفة التى نص الدستور على تمثيلها بمجلس النواب.
■ ما أبرز القوانين على أجندتكم التشريعية؟
- نحن لدينا 74 قانوناً مكملاً للدستور، عندما نتكلم عن الحرية وسيادة القانون، فلا بد من إصدار مجموعة من القوانين التى تنظم الحريات فى مصر وتضبط حركة العمل بها، فضلاً عن قوانين الانتخابات، والمحليات، وشئون الأحزاب، وغيرها.
■ لماذا قمت بشراء أسهم فى أكثر من جريدة.. وترأس مجلس إدارة إحدى الجرائد الخاصة؟
- أنا دخلت كلية الإعلام جامعة القاهرة 6 شهور، ثم تركتها، ودرست هندسة، لذا لدىَّ ميول إعلامية، و«المصرى اليوم» كانت تحدياً بالنسبة لنا أن تصدر جريدة مستقلة فى ذلك الوقت، وكنت أحلم بالتجربة، فتلاقت رغبتى مع صلاح دياب رئيس مجلس إدارة الجريدة، فى إنشائها، أما بالنسبة لجريدة «التحرير»، التى أرأس مجلس إدارتها، فالوضع مختلف، فالإخوان كانوا يريدون غلقها، وهذه الجريدة كانت مملوكة لبعض الناس منهم أحمد هيكل، وفى شهر يونيو 2013، أخذت قراراً بشراء «التحرير» عنداً فى تنظيم الإخوان والرئيس المعزول، وخضت الخطر، ووضعت اسمى عليها فى تحدٍّ سافر للإخوان، وكنت أريد أن تستمر بأى شكل، وأبحث تطويرها باستمرار، وهذه كانت ملابسات «التحرير»، وليس الغرض كما يقول البعض، أنى أريد درعاً وسيفاً من ورائها لخدمة تجربتى السياسية، بالعكس أنا كنت بعرّى نفسى بجريدة التحرير أمام الإخوان، وهذا الذى دفع محمد مرسى أن يصفنى فى أحد خطاباته بـ«الرجل بتاع المعادى»، وصفوت حجازى يطلع مرتين يقول «مين أكمل قرطام».
■ لماذا مثلت هاجساً للإخوان كما تقول؟
- لأنى الشخص الوحيد، وحزبى هو الحزب الوحيد، الذى رفض لقاءهم أكثر من مرة، وطلبوا منى أن أحضر فى مجلس الشورى عدة مرات عبر وسطاء، لنتحدث فى الدستور ولم أقبل، ولأنى أهاجمهم من أول يوم، ولم يلتق أحد من أعضاء الحزب بأى قيادة إخوانية، إضافة إلى أننى كنت قاسياً عليهم فى بعض المقالات، وبعد ذلك أخذت منهم «التحرير»، فنحن لنا موقف سياسى من البداية ضد حكم الإخوان، فى الوقت الذى جرى فيه رجال أعمال وسياسيون وراء المرشد بعد وصول مرسى للحكم.