عايز تعرف مين هو «أسير س.ح.م»؟
«أسير س.ح.م».. هكذا اشتهر بين أبناء دفعته، فالهواية التى سيطرت عليه دفعت أصدقاءه إلى نسبه إليها بلقب لن يفهمه سوى طلبة هندسة كهرباء فرع شبرا، فحين يفرغ الطلبة من محاضراتهم، كل إلى هوايته، هذا للعب كرة القدم، وهذا لجمع الطوابع، وذاك للصيد، ورابع للإلكترونيات، يغادرهم مصطفى على، حيث قضبان السكك الحديد، يستقر عليها متنقلاً بين محطاتها، حاملاً فى يديه كاميرا ومجموعة أوراق.
الاسم الذى أصبح بالنسبة للكثيرين مرادفاً للكوارث لا يمثل لـ«مصطفى» سوى حالة هيام خاصة، يركبها يومياً فى طريقه بين كليته وقريته «شبلنجة» على طريق «بنها- الزقازيق»، 3 سنوات متواصلة من الذهاب والإياب، عامرة بالسلبيات، كانت كفيلة بتنفيره من هذا الكيان، لكنه على العكس ازداد تمسكاً به، وبدأ فى جمع العديد من التفاصيل والأفكار والأحلام التى يتمنى معها أن يصبح فى المستقبل موظفاً بالسكة الحديد لعله يستطيع أن يصلح ما أفسده الدهر.
«سكك حديد مصر.. صفحة للهواة».. صفحة يديرها الشاب الذى يقضى أوقات فراغه بالكامل فى البحث والقراءة عن تاريخ السكة الحديد وأنواع جراراتها وأحدث أخبارها، وكذلك أخبار سكك حديد العالم، وتحديثاتها: «بدأت أهتم بالسكة الحديد من سنتين بس، وحلمى كله إنى فى يوم من الأيام أكون جزء من الكيان ده وأطوره ويبقى أعظم سكك حديد فى الدنيا، بتزعلنى جدا أخبار الحوادث والفساد، بَنشر باستمرار أخبار عنها ومعلومات على صفحة الفيس بوك وبَدعو الناس اللى عندها اقتراحات ينضموا، عارف إنه كلام لا هيودى ولا هيجيب وهيفضل مكانه على الفيس بوك لكن مفيش حاجة بعيدة عن ربنا».
أربعة أيام فى القسم قيد التحقيق، هكذا كان جزاء «مصطفى» قبل فترة، حيث كان يلتقط بعض الصور لجرارات فى محطة مصر قبل أن يستوقفه رجال الشرطة ويحرروا له محضراً، موقف صعب جعله يفكر فى التوقف عن الاهتمام لكنه لم يستطع، كما لم يستطع يوماً التغاضى عن المساوئ التى يعانى منها وكل الركاب يومياً: «بيصعب عليّا الحال، مفيش قطر فى محطة مصر بيوصل أو يطلع فى ميعاده، التأخير شىء أساسى، ممكن القطر فى طريقه يهدى عشان السواق ينزل أو يطلع واحد زميله، إمبارح شفت تانك سولار مفتوح فى قطر ماشى والتانك مالهوش غطا، عود كبريت واحد ممكن يحوله فحمة».