للمغترب فرحتان: أن يجد «صنع فى مصر» على منتج.. وأن يشتريه
دخل متجراً لبيع الأجهزة الإلكترونية بإحدى المدن الإيطالية، ناوياً شراء شاشة كمبيوتر لصغيره عمر، الذى أتم 16 عاماً، جولته كانت عادية للغاية، إلى أن وقعت عيناه على شاشة وإلى جوارها جملة كاد ينساها فى غربته «صنع فى مصر»، توقف أمامها لوهلة، قبل أن تملأ ابتسامته وجهه، وتقفز مشاعر السعادة والفرح عليه، ويصرخ محدثاً نجله «دى بلدنا يا عمر».[SecondImage]
شعور الثقة تسلل وقتها إلى «أحمد محمد جلال» الرجل الأربعينى الذى قضى 18 عاماً فى إيطاليا، اعتاد خلالها أن يحكى لوحيده عن بلدهم الأصلى مصر «حكاياتى كانت أشبه بالحواديت، طول الوقت أقولهم أحسن بلد وحضارة، بس لما شفت صنع فى مصر على شاشة كمبيوتر، كأنى قدمت الدليل لابنى أن مصر بلدنا أم الدنيا بجد». الموقف سجله جلال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فاسترعى انتباه أصدقائه المصريين المقيمين فى إيطاليا، وشاركوه الإحساس نفسه، بل إنهم سألوه عن المتجر ليشتروا المنتجات المصرية ويشجعوا الصناعة الوطنية، جلال يمتلك مطعماً فى إيطاليا يقدم الأكلات الشعبية، وأغلب العاملين فيه من المصريين، لذا لا يشعر بالغربة بينهم «المصريين فى أوروبا طول فترة إقامتنا بنحاول نعمل حاجة تميز المصريين وأولها إننا كلنا إيد واحدة»، لذا بادر بشراء الشاشة التى تحمل علامة صنع فى مصر، «نفسى ألاقى اسم مصر متصدر فى العالم كله زى الصين»، مشيراً إلى أن التسهيلات التى قامت بها مصر والحكومة لتأسيس مصنع إلكترونيات عالمى ببنى سويف يمكن أن تتكرر وتنجح فى انتشار جملة صنع فى مصر وتأسيس مصانع أخرى مماثلة، حسب وصفه «الاستثمار هايرفع اسم مصر عالياً بخلاف إنه هايوفر ملايين من فرص العمل».