يرتدي جلبابا متسخا تحول لونه من الأبيض للأسود، ملطخا بالتراب، قدمه تغير لونها تمامًا، يمر عليه أهالي محافظة بني سويف، وهو مستلقٍ على الرصيف، فوق فراش أهداه إليه أحد الأهالي، هكذا حال عم سيد جمعة، 43 عاما، الذي خرج من بيته بمحافظة الفيوم، منذ عام تقريبًا، ولم يقدر على العودة للبيت، رغم أنه كان يخرج يوميًا ويعود، وهو يعاني من مرض نفسي، جاءه قبل أكثر من 20 عامًا.
منذ عدة أيام، تلقى محمد التونسي، استغاثة من أحد مواطني محافظة بني سويف، تحتوي على صورة «عم سيد»، موضحًا له أن الرجل الأربعيني يقيم بالمنطقة منذ عام تقريبًا، وبدوره، نشر «التونسي» صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ لديه ما يقرب من 300 ألف متابع، وطلب من متابعيه مشاركة الصورة، وحدثت المفاجأة في وقت قياسي.
أسرة «عم سيد» تعثر عليه
أوضح «التونسي» في تصريحات لـ«الوطن»، أن الصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى رأها أحد جيران «عم سيد»، بمحافظة الفيوم، وتواصل مع الشاب ليعيطيه رقم شقيق الرجل المشرد، وتواصل مع أخيه ليبلغه بمكانه: «الصورة انتشرت جدًا على الفيسبوك، وحد من الناس شاركها في جروب له علاقة بالفيوم، عشان كده وصلت لأهله بسرعة، واتفقت مع أخوه إننا نجيب عربية خاصة ونروح نجيبه من بني سويف، وطبعًا تأكدت إنه أخوه قبل ما أسلمه، لأن كان معاه كل ورق عم سيد الرسمي».
عودة «عم سيد» لبيته بعد عام من التشرد
رجب جمعة، شقيق «عم سيد»، يروي لـ«الوطن»، الفرحة الكبيرة التي تلقتها الأسرة بمعرفة نبأ عودة شقيقهم، مؤكدًا أن تلك المرة الأولى التي يغيب فيها، رغم إصابته بالمرض النفسي قبل 20 عامًا، وبدأت عمليات بحث مكثفة في نواحي القاهرة، لكنها باءت بالفشل: «فرحنا جدًا برجوع أخويا لينا بالسلامة، هو كان بيخرج أحيانا ويرجع تاني لوحده، لكن المرة دي طول وماعرفناش نلاقيه».
تعليقات الفيسبوك