اضبط.. ملابس داخلية على جدران مسجد «الغورى»
وكأن محاولات الدولة لتنشيط السياحة فى واد والباعة الجائلين فى شارع المعز فى واد آخر، فهؤلاء الباعة ضربوا بعرض الحائط كل القوانين التى تحظر إشغال الطرق والاعتداء على الآثار، وعلقوا سلعهم وبضائعهم على جدران مسجد «السلطان الغورى» الذى يقع بين شارعى المعز والأزهر.
ملابس داخلية.. عباءات.. بدلات رقص.. أحذية.. أدوات مطبخ وزينة وغيرها، هى بضائع مثبتة بمسامير وخيوط وشماعات على جدران المسجد الأثرى فى مشهد يصيب الجميع باشمئزاز، فيما عدا مسئولى وزارة الآثار الذين يتغاضون عن أخطاء الباعة الجائلين فى حق تاريخ مصر وتراثها.
«هناكل منين لو ماعلقناش البضاعة على سور الجامع؟ هنقعد فى بيوتنا لأن مفيش مكان تانى نفرش فيه ولا هنمد إيدينا للحكومة؟».. قالها سالم حسين، أحد الباعة أمام مسجد «الغورى»، مؤكداً أنه ليس أمامه طريقة أخرى للإنفاق على أسرته.
محمود عبدالغنى، الشاب الثلاثينى، الذى يقف إلى جوار المسجد لبيع الأحذية منذ قرابة الخمس سنوات: «المساجد هنا كتيرة، هتلاقى اللى بيبيع مقشات وجزم وملابس جنبها، هنعمل إيه، إحنا اتولدنا لقينا أهالينا بيعملوا كده، وبقينا بنعمل زيهم».
من جانبه قال محمد عبدالعزيز، مدير مشروع تطوير القاهرة التاريخية بوزارة الآثار، إن الباعة الجائلين يفضلون مصلحتهم الشخصية على حساب مصلحة الأثر، مُطالباً الدولة بسرعة التدخل لإنقاذ شارع المعز ومنطقة الغورية من عبث الباعة: «إحنا اتكلمنا كتير، والمشكلة كلها فى إيد الحى والمحافظة، إحنا جهة بتطلع قرارت تعدٍّ وإزالة مش تنفيذ»، لافتاً إلى أن مشروع تطوير شارع المعز ومنطقة باب زويلة وشارع الغورية لا تستطيع الشركة المنوط بها تجديده إنهاء عملها، نتيجة تعدى الباعة على الأشكال الجمالية وتعليق معروضاتهم عليها.
وقال: «إحنا عملنا أبواب وأسلاك زخرفية على مداخل الأثر، وبرضه بيعلقوا عليه الملابس، مش عارفين نعمل معاهم إيه، نكهرب المكان ولا نعمل إيه»، ويستكمل: «يا ريت الدولة تشوف للباعة الجائلين مكان تانى زى ما عملوا مع الباعة فى وسط البلد».