السينما الأمريكية في مصر.. بدأتها "مترو جولدن ماير" وطردها التأميم
ديفيد جريفث، أبو السينما الأمريكية، كان مِن أوائل مَن صنعوا مجدًا للفيلم الأمريكي، إلا أن السينما الأمريكية في البدايات بدت منعزلة، ورأى "جريفث" ضرورة انصهارها في العالم، وتسخيرها كذراع دعائية للولايات المتحدة ومن هنا بدأت أولى خطوات السينما الأمريكية نحو العالمية.
تبارت الشركات الأمريكية على إنشاء دور عرض في القاهرة، ولم تكن وحدها في السباق بعد دخول شركات أوروبية المنافسة.
"مترو جولدن ماير"، الشركة الأمريكية ذائعة الصيت في مجال الإنتاج السينمائي، أسست دور عرض لها في القاهرة والإسكندرية حملت اسم "مترو"، فيما دشنت شركة "يونيفرسال" مع شركة إنجليزية دار عرض "ريفولي"، وأقامت "فوكس للقرن العشرين" سينما "كايرو"، أما "بارامونت" فأسست مع شركة أمريكية صغيرة سينما "ميامي".
فُرضت على شركات التوزيع الأجنبية، بعد ثورة 1952 قيودًا، بضرورة استثمار جزء من أرباحها (30%) في مصر، وعدم تحويل تلك الأموال السائلة إلى الخارج بأي شكل، وكان على شركات الإنتاج التعامل مع الأمر، وسبقت شركة "مترو جولدن ماير" الأمريكية في هذا المجال.
عقدت "مترو" تحالفًا مع شركة مصرية هي "الهلال" لإنتاج 4 أفلام في العام 1958، وأنتجت عدة أفلام كان أولها "آخر من يعلم" لعبدالمنعم إبراهيم وأحمد مظهر وفردوس محمد، وبعده بأشهر أنتجت فيلم "أم رتيبة" لماري منيب، المستوحى من مسرحية لـ "يوسف السباعي" بنفس الاسم، ثم فيلمي "شجرة العائلة" سنة 1960، "حب لا أنساه" 1963، ولاقت غالبية تلك الأفلام فشلًا جماهيريًا، ما جعل "مترو" تتجه لإنتاج أفلام أمريكية تدور أحداثها في مصر وبطواقم مصرية، منها "القاهرة" 1963، بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر من الجانب المصري، وجورج ساندرز من الجانب الأمريكي.
وتطبيقًا لقرارات التأميم التي أقرها الاتحاد الاشتراكي، آلت كل وسائل الإنتاج بما فيها الترفيهية إلى الدولة، وانتهى عصر "مترو" في مصر.