بروفايل| «التهامى» تكريم «المحارب»
47 عاماً فى خدمة الوطن، فمنذ تخرجه فى الكلية الحربية عام 1967، لم يتوانَ اللواء محمد فريد التهامى، رئيس المخابرات العامة السابق، لحظة عن خدمة مصر والدفاع عنها كـ«محارب» طوال عمله فى القوات المسلحة والمخابرات، ليكرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، تقديراً لجهوده بعد إحالته للمعاش لظروف صحية.
يعمل 20 ساعة فى اليوم، هكذا يحكى عنه تلاميذه، لم يعرف طوال سنوات عمله طعماً للراحة، تراه فتشعر أنه يتسم بالغموض من نظارته التى يرتديها لتضفى غموضاً آخر يضاف لعمله كرجل مخابرات.
اللواء التهامى المولود فى 1947، عاصر 7 رؤساء وحكام لمصر خلال فترة خدمته بالقوات المسلحة ثم المخابرات، بدءاً من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس الأسبق حسنى مبارك، والمشير محمد حسين طنطاوى، والمعزول محمد مرسى، والرئيس المؤقت عدلى منصور، وحتى الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى.
وتولى «التهامى» جميع الوظائف القيادية بالقوات المسلحة المصرية فى سلاح المشاة، حيث عمل قائد فرقة مشاة ميكانيكى، ثم قائداً للتشكيل التعبوى، قبل أن يعين مديراً للمخابرات الحربية والاستطلاع فى عهد «مبارك»، يليها رئيساً للرقابة الإدارية فى 21 مارس 2004، وحتى أقاله المعزول «مرسى» من منصبه فى 2 سبتمبر 2012، ثم كلفه المستشار عدلى منصور بتولى رئاسة المخابرات العامة خلفاً للواء محمد رأفت شحاتة فى 5 يوليو 2013.
ولـ«التهامى» شهادة شهيرة فى إعادة محاكمة «مبارك»، حيث أكد أن الإخوان هم من تسببوا فى مهاجمة منشآت الدولة القائمة والجماهير فى أحداث يناير 2011، وقاموا بحرق أقسام الشرطة والكنائس، كما قال إن «مبارك» ووزير داخليته حبيب العادلى، مسئولان سياسياً عن أحداث يناير لا جنائياً، وأن الداخلية لم تطلق النار على المتظاهرين، كما أكد أن «مبارك» لم يكن ينتوى توريث الحكم لنجله، وعلق على تصدير مصر الغاز لإسرائيل بأنه كان يعطى لها كنوع من التشجيع لانسحابها من سيناء وجرى ذلك خارج مهمة الرقابة الإدارية نتيجة الظروف الاقتصادية والبعد الأمنى، وقام اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، بمحاولة وجود مصادر تمويل والاستعانة بالتمويل للمخابرات العامة والصرف على الأجهزة الأمنية، لأنها كانت تحتاج إلى مصاريف كبيرة.
وأمضى «التهامى» نحو عام ونصف العام رئيساً للمخابرات العامة بعد ثورة 30 يونيو، وفى يديه ملفات مهمة وإنجازات للجهاز ما زالت طىّ الكتمان، سيذكرها التاريخ وقت أن يتاح الإعلان عنها وفق طبيعة عمل المخابرات، وتعد زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية، ولقائه بالأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولى العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء السعودى، هى آخر زياراته الخارجية المعلنة، حيث تضمنت المباحثات مناقشة عدد من الملفات الثنائية المشتركة وملف مكافحة الإرهاب.