بروفايل| ملك الجمل.. "خالتي بمبة" سيدة الشر
من بين ملامحها الحادة لوجهها الطويل الممشوق، والعينين الواسعتين بلونهما البني الغامق، المحددتان بدقة بالكحل الأسود دائمًا، يتوسطه أنف محدب، والفم المرتكز على الذقن المثلثة، ما أهلها لأن تتقلد أدوار الشر والحدة في السينما والتليفزيون المصري في خمسينات القرن الماضي فلقبت بـ"ملكة الشر"، إلا أنه أيضًا هو ما ساعدها في الوقت نفسه على أن تكون السيدة المصرية الشعبية الثرثارة "خالتي بمبة".
"خالتي بمبة" هي الممثلة المصرية "ملك الجمل" التي طالما جسدت أدوار الشر والحدة والقسوة، أهلها له دراستها في المعهد العالي للتمثيل، عقب تخرجها في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، بعد أن انتقلت مع عائلتها من مسقط رأسها ببورسعيد، حيث ولدت في 29 يناير 1929، فبدأت مسيرتها الفنية كممثلة في الإذاعة، ثم عملت مع الفنان يوسف وهبي وقدمت معه العديد من العروض في فرنسا، كما انضمت للفرقة المصرية الحديثة عام 1954.
ما بين الزوجة غريبة الأطوار القاتلة في "الشموع السوداء"، والحماة خفيفة الظل التي تهدف لإفشال زواج ولدها في "أم العروسة"، والزوجة الطيبة المطيعة التي تضغط على زوجها لكسب المال في "رصيف نمرة خمسة"، والخاطبة السيئة التي تغري والد العروس بزوج غني في "إسماعيل ياسين في الأسطول"، والعمة الحاقدة التي تطمع في سلب بنات أخيها المتوفى أموالهم في "نادية"، والقوادة في "شفيقة ومتولي"، رسخت ملك الجمل فنها لدى الجمهور وصناع السينما في أدوارها المميزة، فبرعت في كل منها على حدة، إلا أن ملامحها ساعدتها أكثر في أدوار القسوة، وهو ما كان يتطلب تغيير المكياج ووضع شعر مستعار في أدوار أخرى.
انضمت الجمل في أواخر مسيرتها الفنية للمسلسل الإذاعي الشهير "عائلة مرزوق أفندي" في منتصف ستينات القرن الماضي، فقدمت شخصية "خالتي بمبة" التي يطلقها الكثيرون الآن على الشخصية الثرثارة التي تتدخل في ما لا يعنيها وتكثر من الأحاديث، بجانب فقرة "خالتي بمبة" التي كانت من الفقرات الثابتة في البرنامج الإذاعي الشهير "إلى ربات البيوت"، ويشاركها بطولة هذه الفقرة رأفت فهيم في دور أبو سيد، وتدور حول التدخل في شؤون الغير، والتي ظلت تقدمها طوال سبعة عشر عامًا حتى توفيت في 23 ديسمبر 1982، عن عمر ناهز 53 عامًا، والذي يصادف اليوم الذكرى الثانية والثلاثين لوفاتها.
انتشرت العديد من الأقاويل التي تفيد بأن الشاعر إبراهيم ناجي قد أغرم بملك الجمل وكتب لها قصيدة "الأطلال" التي تغنت بها كوكب الشرق، حيث كتب ناجي في مقدمتها أن قصتها حقيقية وبطليها ليسا من نسج الخيال، وادعت بعض الآراء أنها كانت لملك.
قدمت الجمل العديد من الأعمال المسرحية المميزة، فمنها "ملك الشحاتين، وسكة السلامة، والسلطان الحائر، ورحمة في بلاد بره، وبير السلم"، فضلا عن الأفلام التي شاركت بها، ومن أهمها "الأقوياء، ومسافر بلا طريق، ورحلة داخل امرأة، وريا وسكينة، حكاية بنت اسمها مرمر، المغنواتي"، بجانب المسلسلات التليفزيونية "القاهرة والناس، وعيلة الدوغري".