جرافيتى يحارب عمالة الأطفال فى المنصورة
طفل يبكى ويسيطر على ملامحه الحزن والقهر، مُعلقاً فى رقبته «تسعيرة».. بهذا الجرافيتى جسَّد الفنان أحمد جابر، الشهير بـ«نيمو»، مشكلة عمالة الأطفال على جدران وكبارى مدينة المنصورة، لمناهضة عمالة الأطفال تحت شعار «لا لعمالة الأطفال».
زيادة أعداد الأطفال العاملين فى المدينة وضواحيها هى ما دفعت «نيمو» لفتح هذا الملف عن طريق هذه الجدارية التى سيلحقها بجداريات أخرى، «لأن المسئولين ما بيتحركوش قررت ألفت نظرهم لداء كبير لا بد من علاجه» قالها «نيمو»، مؤكداً أن الحملة تهدف إلى تجريم عمالة الأطفال، لأن المكان الطبيعى لهؤلاء هو التعليم وليس التسول أو العمالة فى سن مُبكرة، مُطالباً بتطبيق القوانين والأعراف الدولية للحد من هذه الظاهرة.
أراد «نيمو» من الحملة مساعدة هؤلاء الأطفال بالمساهمة فى الترويج لحجم الظاهرة وأضرارها وآثارها على المجتمع، بالإضافة إلى الضغط على المعنيين بحلها: «يمكن الجرافيتى بتاعى يحرك ساكن لأطفال سُلبت منهم طفولتهم عنوة»، مضيفاً: «اللى بيميز شغلى عن باقى فنانين الجرافيتى، إن ليه أبعاد اجتماعية وبيركز على الطبقات المهمشة».
أطفال عاملون من مدينة المنصورة اقتربوا من «نيمو» وهو يضع لمساته النهائية على الجرافيتى وسألوه عن المغزى منها، تحدث معهم لكنهم لم يفهموا المخاطر التى تحوم بهم: «قابلت أطفال منهم وأنا برسم بس الخطورة مش واصلة لدماغهم قوى، كل اللى عملوه إنهم ضحكوا، مش قادرين يفهموا إن عمالتهم بتحولهم لسلعة».
يرى رسام الجرافيتى أن عمالة الأطفال ازدادت فى السنوات الأخيرة نتيجة لانشغال مؤسسات الدولة بالصراعات السياسية دون الاهتمام بحياة هؤلاء الصغار: «سماح الدولة لأطفال فى سن صغيرة للعمل فيه انتهاك واضح لحقوقهم، فلا اهتمام بالتعليم ولا الصحة النفسية والبدنية والعقلية».