أحمد "بائع الطفايات": "أنا مش شحات.. اللي عايز يساعدني يشتري مني"
بملابسه البسيطة، يجوب "أحمد" شوارع حي المعادي يوميًا، حاملًا على كتفه كيس بلاستيكي، يحمل بين يديه "طفيات" زجاجية. يقف في صمت بين السيارات في هدوء وبلا إزعاج أو دق على الزجاج، مناديًا: "طفاية يا بيه، طفاية يا هانم".
ببراءته الطفولية، يرفض "أحمد" أي مساعدات من المارة، فبيع الطفايات هو المجال الوحيد الذي وجده الصغير مصدرًا للرزق، يبيعها ببضع جنيهات يستعين بها على مساعدة والده وشقيقه الأكبر بعد وفاة الأم، "مبخدش فلوس من حد ما يشتريش مني، لأني مش شحات ولا بشتغل عند حد، بطلع مع حالي كل يوم بالطفيات أبيع اللي أبيعه واللي بيديني فلوس بقوله إني مش شحات، ليشتري مني لاسيبه وأمشي"، ويضيف "بساعد أبويا وأخويا عشان هما شغالين نقاشين وأنا عشان لسه صغير في الشغلانة ببيع الطفايات لحد ما أكبر، عشان مفضلش قاعد من غير شغل واعتمد على نفسي".
شهادة نجاحه في الصف الرابع الابتدائي لا تفارق كيس نقوده، فالشهادة هي أكثر الأشياء المحببة إلى قلبه، "بحب الدراسة جدًا وكل سنة بطلع من الأوائل، أيام الدراسة بروح المدرسة الصبح وأبيع الطفايات باليل، وأيام الإجازة بفضل من العصر أنزل الشارع أشتغل".
"انا مش شحات، لو عايز تساعدني اشتري مني"، الجملة التي عرفها رواد المعادي واعتادوا سماعها يوميًا من الصغير، فهي كل علاقتهم بالطفل "أحمد"، لا يطلب شيئًا سوى أن يشتري منه المارة، "الناس بتفتكرني بشحت بالطفايات، كل واحد يديني 2 جنيه وأكتر ويقولي مش عايز طفاية، برجعله الفلوس وأقوله إني مش شحات ولو عايز يساعدني فعلًا يشتري مني طفاية، وفيه ناس كتير لما بتلاقيني مبرداش آخد الفلوس، بيشتروا مني الطفاية بـ10 جنيه ومش بغلي على حد".