القطن فتح في غيطان مصر.. «فلاحينك.. ملاحينك» (ملف خاص)
الذهب الأبيض
«القطن فتح والرزق جه صفالنا البال، اجمعوا خيره مالناش غيره، يغنى البلد ويهنى الحال، أبيض منور على عوده، يحيى الأمل عند وجوده، ويغير الحال بعد الحال»، لم يكن القطن مجرد أنشودة تغنت بها «أم كلثوم»، وإنما تميمة السعد والسرور، يرددها «الأنفار» والفلاحون بين أعواده في الحقول وهم يقطفون «لوزاته» البيضاء، إذ كان جمع القطن موسما للسعادة والسّعة على فلاحي مصر، ومن بيعه يزوجون أبناءهم، ويسددون ديونهم ويوسعون على أنفسهم الديار والأراضي.
عاد «القطن» لسابق عهده مصدرا للفرح والفرج، بعد عقدين من الإهمال صار خلالهما عبئاً على المزارع والدولة، ليشهد من جديد نقلة غير مسبوقة بعد توجيهات رئاسية بتطوير منظومة تداول الأقطان، ونشر وتطوير مراكز تسلمه من الفلاحين بالقرى وتقديم الدعم اللازم للوقاية من الآفات وتحسين التقاوى، ما أدى لزيادة الإنتاجية، ليرتفع متوسط سعر القنطار من 800 جنيه فى 2014، ولا يجد من يشتريه إلى نحو 6 آلاف جنيه فى المتوسط، فيما زادت إنتاجية الفدان إلى نحو 12 قنطارا.
لتعود أناشيد القطن مجددا إلى الحقول، «نوّرت يا قطن النيل يا حلاوة عليك يا جميل».. «الوطن» فى الملف التالي خرجت إلى الحقول، لتستعرض فرحة الفلاحين بجمع «الذهب الأبيض».
بدأت المحافظات جني محصول القطن، الذي تميز هذا العام بزيادة المساحة المزروعة، وبالتالي زيادة المحصول، وارتفاع الأسعار، وذلك بعد أن حظيت زراعة القطن، بدعم من القيادة السياسية، ما أدى لزيادة سعر القنطار، واستعادة الريادة المصرية، في قطاع زراعة القطن «طويل التيلة»، والغزل والنسيج.
وما بين زغاريد وأفراح المزارعين، وتحديد مواعيد الزفاف، يترقب المزارعون الانتهاء من موسم جني «الذهب الأبيض»، بعد ما أطلقوا عليه موسم الفرحة، بعودة الزراعة إلى سابق عهدها، خاصة بعد سعي الحكومة متمثلة في وزارة الزراعة، إلى زيادة إنتاجية مصر من القطن في عام 2022، لتصل إلى 2 مليون و688 ألف قنطار، مقارنة بـ1.6 مليون العام الماضي، بزيادة قدرها 55%.