بروفايل| كمال الجنزورى.. إكس لا يموت
شعره المائل للحمرة، مصفف دائماً، لم يظهر عليه الشيب أبداً، فصاحب الـ 82 خريفاً، يداوم على الصبغة، فلا يغفل عن شعرة بيّضها الزمن، بجبهته العريضة، وتجاعيد وجهه القليلة، تجده يجلس دائماً فى الصفوف الأولى بالاحتفالات الرسمية، فلا يضل كمال الجنزورى طريقه أبداً لكراسى السلطة، أو ما يقربها من مقاعد شاغرة لذوى الثقة.
«الجنزورى» المشتق منها لقب رئيس الوزراء الأسبق، كلمة لاتينية «Censor»، وتعنى بالعربية «الرقيب»، أصدق توصيف للرجل الذى يسكن حين يترك السلطة فيترقب الأوضاع السياسية، ليدرسها ويحللها، حتى إذا وجد الفرصة سانحة، قفز مرة أخرى لصدارة المشهد وكأنه لم يتركه لحظة واحدة.
هكذا فعل الدكتور كمال الجنزورى الذى تولى منصب رئيس الوزراء فى عهد الرئيس الأسبق مبارك عام 1996، ثم خرج من الوزارة فى عام 1999، ليجلس فى منزله قرابة الـ 12 عاماً ملتزماً الصمت المطبق دون أن يتصل بأحد أو يحاول الظهور فى أى مناسبة عامة، وبعد اندلاع ثورة 25 يناير، خرج الجنزورى من عزلته مقدماً نفسه لأولى الأمر، عارضاً عليهم الاستعانة به وبخبراته.
فى المرة الأولى التى ظهر فيها الجنزورى عبر أحد اللقاءات التليفزيونية، فى أعقاب الثورة، تخلى الرجل وتنصل من خطايا نظام مبارك، وهو الذى تدرج فيه فى المناصب من عضو هيئة مستشارى الرئيس حتى رئاسة مجلس الوزراء فى 1996.
وقتها قال الرجل الذى تخرج فى كلية الزراعة جامعة القاهرة، بعد صمت دام 12 عاماً: «إن نظام مبارك ضيّق عليه وحاصره إعلامياً بعد مغادرته الوزارة، حتى إنه لم يتلق ولا مكالمة هاتفية واحدة من أى وزير كان فى حكومته»، ولم يكتف بذلك ولكن امتدح ثوار يناير، وطالب بتغيير اسم ميدان التحرير إلى «شهداء الثورة».
ورغم تبرؤ «الجنزورى» من حقبة «مبارك»، وامتداحه للثورة والثوار، فلم يبرئ ذلك ساحته لدى شباب الثورة، الذين رفضوا توليه منصب رئيس الوزراء عند اختيار المجلس العسكرى له، فاتهموه بأنه رجل مبارك، بل أقاموا اعتصاماً أمام مقر مجلس الوزراء بشارع قصر العينى فى محاولة لمنعه من الدخول وتولى المنصب.
«أنا مش جاى أشيل حديد» كلمات استقبل بها الجنزورى تهكمات شباب الثورة على كبر سنه، وأخذ يمارس دوره «رقيباً» من مكتبه بوزارة التخطيط العمرانى يشاهد الأحداث التى اندلعت من أجله.. وما لبثت حكومته أن تخلصت من القابعين أمام المقر بشارع قصر العينى، ليتمكن من دخول مكتبه والجلوس على مقعده.
رحل الرجل فور وصول «الإخوان» إلى سدة الحكم وعاد إلى ممارسة دور «الرقيب» مرة أخرى.. ويقوم الرجل اليوم، بدور آخر، فيجمع شتات رجال الدولة العجائز فى تحالف سموه فى أوساط الدوائر السياسية «قائمة الدولة»، ليكون انعكاساً لصورة الدولة داخل البرلمان المقبل.
ملف خاص
يا صغير على «العيادة النفسية»
وما الدنيا إلا «قعدة مزاج» وفيلم بورنو
حروب «الجيل الرابع».. أنا شارب سيجارة بُنى