«نيمو» بيعيّد على أطفال الشوارع بـ«طرطور» على الحيطة
خرج فى البرد القارس، يحمل ريشته وألوانه محدثاً تعديلات طفيفة على رسومات سبق أن رسمها لأطفال تحمل وجوهاً عابسة، مرسوماً على جبينها شقاء سنوات مضت وأعوام جديدة بائسة تنتظرهم، أطفال الشوارع الذين نادى «نيمو» الطبيب الرسام برعايتهم من خلال مجموعة رسومات جرافيتى لم تضف لهم قبعات «بابا نويل» الحمراء الفرحة، كما يعتقد البعض، إنما زادت من الشعور القاسى بوحدتهم فى حملة بعنوان: «سنة جديدة فقيرة عليهم».
الشاب العشرينى لم يغير من جرافيتى أطفال الشوارع الذين ملأت صورهم شارع المستشفى العام بالمنصورة، إلا ليغير من نظرة المواطنين الخاطئة تجاه المتسولين الصغار «هما بيشوفوا إنهم نصابين وعيال لازقة وحمل تقيل، لكن مفكروش فى إنهم بيصرفوا على أسرة كاملة، وبيناموا فى البرد ومحدش حاسس بيهم وبمعاناتهم.. لا شعب ولا دولة»، وفق قوله.
ساعتان كاملتان كانت المدة التى استغرقها «نيمو» لإضافة التعديلات اللازمة على وجوه الأطفال البائسة الذين سبق ورسمهم لمناهضة عمالة الأطفال أو المتاجرة بأطفال الشوارع حتى يوضح «السنة الجديدة داخلة علينا ولسه طفل الشارع محروم من الرعاية، وكمان بيتاجروا بيه فى المظاهرات والدولة كل يوم بتساهم فى تحويله لمجرم وشخص عدوانى ناقم على حياته بدل ما توفر له بيت أو دار تؤويه»، الطبيب الرسام اختتم عامه القديم بأمل أن يحترم الشعب الطفل الذى لم يختر حياته، وأن تسعى الدولة لتفعيل شكل أكثر تطوراً لتأهيل أولئك الأشقياء بدلاً من الزج بهم فى دور رعاية تحرص على تحويلهم لنسخة أكثر انحرافاً وبطشاً، قائلاً: «غيروا نظرتكم للفقير.. حياته هتتغير كتير».