حمام «ممفيس» قديم وقذر.. ودخول الأجانب بـ«فلوس»
جدران متهالكة ومتسخة، بقايا «مناديل» فى كل الاتجاهات، رائحة كريهة منبعثة على بعد أمتار من دورات مياه المنطقة الأثرية بقرية ميت رهينة.. مشاهد توقف أمامها ياسر محمد، شاب مصرى، أثناء زيارته الأولى للمنطقة السياحية «ممفيس» قرب سقارة لمشاهدة معبد «بتاح».
وظيفته لم تمنعه من هواية زيارة المتاحف الأثرية والمناطق السياحية، سمع «ياسر» كثيراً عن «ممفيس.. أقدم عاصمة مصرية» قبل أن يفاجأ بما آل إليه حالها «السياحة هترجع إزاى وده حال مدينة أثرية، الحمامات غير آدمية، تنقل الأمراض، وتثير الغثيان، ده غير إنها بفلوس للسائحين؟».
لم تنتهِ زيارة ياسر محمد كما كان يخطط لها، لم يلتقط صوراً له مع آثارها، أكبر تمثال لرمسيس الثانى، وبقايا معبد الإله بتاح، ومعبد حتحور، وتمثــــال أبوالهول المرمرى، الذى يصل ارتفاعه إلــــى 3 أمتار، فضّل أن يلتقط صوراً لمظاهر الإهمال بما فيها الحمامات، ربما تحرك أى مسئول لإنقاذ المنطقة الأثرية «اكتشفت من أهالى المنطقة أن أسعار المنطقة للسياح وأى زائر زادت فى الـ3 سنين الأخيرة، يعنى التذكرة بدل ما كانت بـ10 جنيهات على المصرى تضاعفت، وعلى السائح أيضاً، إحنا بالمنظر ده السايح لو دخل حمام غير حمام الفندق بتاعه هنتفضح، ده الحمامات مكسورة ومن غير قاعدة وريحتها تطفش اللى ما يطفش». حالة الانهيار الطارئة التى أصابت «ياسر» لمجرد زيارته المدينة الأثرية لا تفارق أصحاب شركات السياحة، ومنهم ياسر مصطفى، الذى يضطر لإرسال وفود سياحية إليها، يرى أن كارثة المنطقة الحقيقية ليست فى الإهمال الذى طال كل مناحيها، قدر ما هو فى عدم وجود دورات مياه تصلح للاستخدام الآدمى، واضطرار السياح إلى استخدام حمام واحد قديم وقذر، والأدهى أنه مقابل جنيهين.. يؤكد مصطفى: «بقالنا 10 سنين على هذا الوضع، إحنا كعاملين فى السياحة بنتكسف من السياح».
ما يثير دهشة أصحاب الشركات السياحية هو رفع سعر تذكرة دخول «ممفيس» من 20 إلى 50 جنيهـــاً، أى نحو 5 يورو من كل سائح، وكان الهدف من الزيادة هو تطوير المدينة وتحديث خدمــــاتها لكنهم اكتشفوا، حسب قولهم، أنه تطوير من السيئ إلى الأسوأ.
«ده طبعاً ناتج عن قصور فى الخدمات السياحية، المقدمة للسائح، وله تأثير سلبى كبير» قالها عمارى عبدالعظيم، رئيس غرفة السياحة بالغرف التجارية، مؤكداً أنه على الدولة، ممثلة فى وزارة السياحة، الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة المتعلقة بالسياحة.