رئيس «المواد النووية»: 6 مليارات جنيه عوائد «مشروعات البرلس»
المشروع سيوفر فرص عمل لسكان السواحل
حامد ميرة
قال الدكتور حامد ميرة، رئيس هيئة المواد النووية، إنَّ «مشروع الرمال السوداء ظل حلماً يراودنا منذ عقود طويلة، منذ أن بدأت هيئة المواد النووية دراستها حول استكشاف وتقييم الرمال السوداء وفصل معادنها الاقتصادية بدءاً من المستوى البحثى وصولاً إلى المستوى الصناعى وانتهاءً بإعداد دراسة جدوى لاستغلال هذا النوع من الرمال، والتى جرى تقييمها من كبريات الشركات العالمية العاملة».
وأضاف «ميرة» خلال كلمته، أمس، فى افتتاح مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء، أنَّ تلك الجهود أسفرت عن توافر قاعدة علمية وطنية ذات خبرة تطبيقية مميزة بهيئة المواد النووية، وبكفاءة عالية البناء بالتنسيق، والتعاون مع الشركة المصرية للرمال السوداء، وتحت رعاية جهاز مشروعات الخدمة الوطنية والمتابعة الدقيقة، والدعم الكامل من وزارة الكهرباء.
«ميرة»: لولا رؤية «السيسى» بإدارة أفضل لثروات مصر التعدينية ما كان لهذه المشروعات أن تخرج للنور
وتابع: «أقولها وبكل يقين، لولا رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد توفيق الله، نحو إدارة أفضل لثروات مصر التعدينية، والتأكيد على ضرورة أن يكون النشاط التعدينى إحدى أهم الدعائم الرئيسية فى مصر، ما كان لهذه المشروعات أن تخرج للنور، وظلت دراسات الرمال السوداء حبيسة الأدراج وظلت حبات الرمال تلاطمها الأمواج».
وقال: «كما كانت توجيهات الرئيس السيسى الدائمة بالعمل على تحقيق مبدأ تحقيق القيمة المضافة للخامات المصرية، وألا يقتصر العائد الاقتصادى من مشروع الرمال السوداء على إنتاج وتسويق المعادن، فحسب، ولكن بأن تبنى استراتيجية المشروع على معالجة المعادن واستخلاص ما بها من مخزون من العناصر الاقتصادية والاستراتيجية، والتى أصبحت اليوم محوراً لصراع الأقطاب العالمية التى تسعى لامتلاك أودية الصناعات التكنولوجية المتقدمة».
وأكد أن توجيهات الرئيس السيسى بألّا يقتصر العائد من مشروع الرمال السوداء على إنتاج وتسويق المعادن، وأن تبنى استراتيجية المشروع على معالجة المعادن واستخلاص ما بها من مخزون من العناصر الاقتصادية والاستراتيجية، والتى أصبحت حالياً محوراً لصراع الأقطاب العالمية التى تسعى جاهدة لامتلاك أودية الصناعات التكنولوجية المتقدمة. وأوضح أن الرمال السوداء تذخر بالعديد من العناصر لها طيف واسع من التطبيقات الدقيقة، إضافة للعناصر الأرضية النادرة التى تتصدر أجندة احتياجات الدول الصناعية الكبرى، حيث تمثل عصب الصناعات التكنولوجية والإلكترونية المتقدمة، إضافة لمجالات الذكاء الاصطناعى.
ولفت «ميرة» إلى أن عوائد مشروعات القيمة المضافة تقدر بما يقارب 6 مليارات دولار بمشروع البرلس فقط، مشيراً إلى أن الرئيس السيسى وجّه برؤية غير مسبوقة لتوطين الصناعات التكنولوجية فى مصر وعلى رأسها الرقائق الإلكترونية والخلايا الكهروضوئية انطلاقاً من الخامات المصرية بما يتسق مع طموحات الجمهورية الجديدة.
وأكد أن الهيئة نالت شرف تكليفها ضمن مجموعة العمل فى ملف الرمال السوداء، لافتاً إلى أنَّ مشروع استغلال الرمال السوداء يمثل قيمة بيئية كونه يخفض من احتمالات التعرض الإشعاعى للبيئة الساحلية المصرية وسكانها، مع الانعدام التام للانبعاثات الكربونية بما يمهد الطريق لإقامة المشروعات السياحية والاقتصادية.
60% من المشروع «مكون محلى وبسواعد مصرية» ومصر تملك احتياطيات تصل لـ5 مليارات طن رمال سوداء
وأضاف أن مشروع الرمال السوداء له بعد اجتماعى يظهر بوضوح فيما يوفره من آلاف فرص العمل لأهالى مناطق وجود الخام، التى ستتضاعف مع استكمال مخطط تعظيم القيمة المضافة للمعادن بما يعزز من تحسين البيئة المجتمعية. ولفت إلى أن المشروع أسهم فى إعداد بنية تحتية من خطوط إمداد المياه والكهرباء وتمهيد الطرق، إضافة لما تم تقديمه من قبل الشركة المصرية للرمال السوداء من بعض الخدمات المجتمعية العينية فى مناطق المشروع وهو ما يعد تطبيقاً عملياً للمبادرة الرئاسية حياة كريمة.
ونوه بأن الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية لمشروع الرمال السوداء تضعه فى قمة مشروعات الاقتصاد الأخضر، وافتتاح المشروع اليوم يعكس الكفاءة الوطنية فى الإنجاز والتنسيق باستثناء توريد المعدات فإن جميع الأعمال كانت بأيادٍ مصرية من خلال الشركة المصرية للرمال السوداء، وهيئة المواد النووية، إضافة للشركات الوطنية العاملة فى مراحل الإنشاء، وقد بلغ المكون المحلى أكثر من 60% من إجمالى المشروع.
وأوضح رئيس هيئة المواد النووية أن مصر تملك احتياطيات هائلة تصل إلى 5 مليارات طن رمال سوداء حاملة للمعادن الاقتصادية، وتنتشر على ساحلى البحر المتوسط والأحمر، وما زال هناك العديد من المناطق لم تنته أعمال تقييمها بعد، ومعها ستتضاعف احتياطيات الخام وحجم الاستثمارات المتوقعة، بما يضمن لمصر مردوداً اقتصادياً مستداماً، ومزيداً من الصناعات القائمة على المعادن.
وأكد أن مشروع الرمال السوداء يسهم فى استراتيجية الدولة تجاه تنمية شمال سيناء، فى ظل ما كشفت عنه دراسات هيئة المواد النووية، عن وجود أكبر احتياطيات الرمال السوداء فى مصر، بحجم 930 مليون طن بمحتوى من المعادن الاقتصادية، يصل إلى 13 مليون طن، على مساحة 30 كيلومتراً فى امتداد الخام ويتبقى ما يقرب من 200 كيلو لم يتم تقييمها بعد بما يعنى المزيد من احتياطيات الخام.