"الوطن" تنشر دراسة اقتصادية ترصد العلاقات "المصرية - الكويتية"
توقع الخبير الاقتصادي، أحمد خليل الضبع، أن تشهد العلاقات الكويتية المصرية، تطورًا واضحًا عقب زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الكويت، مقدرًا حجم المعاملات الاقتصادية بين البلدين بما يزيد عن 14 مليارات دولار سنويًا ما بين استثمارات مشتركة، وتجارة بينية، وسياحة متبادلة، وتحويلات للعاملين، ومساعدات.
وكشف الضبع، في دراسة متخصصة عن العلاقات المصرية الكويتية عن تجاوز الاستثمارات المشتركة التراكمية بين البلدين لنحو 16 مليار دولار خلال الـ4 العقود الماضية بمتوسط 400 مليون دولار سنويًا، وبلوغ التجارة البينية 3 مليارات دولار سنويًا.
وأوضح الضبع، اقتراب الانفاق المتبادل للجاليات في البلدين من حاجز الـ 4 مليارات دولار سنويًا، وبلوغ الانفاق المتبادل بين السياح بين البلدين ما يزيد عن 2 مليار دولار سنويًا، فضلا عن تحويلات العاملين المصريين في الكويت والمقدرة بنحو 3.5 مليارات دولار سنويًا، هذا إلى جانب المساعدات، والقروض الكويتية الى مصر.
وشددت الدراسة على أهمية المتابعة، والتنسيق المشترك فيما بعد الزيارة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في مختلف المجالات موضحًا أن العلاقات بين البلدين زاخرة بالعديد من الاتفاقيات والآليات التي تمكنها من تحقيق طفرة في الفترة المقبلة، وبما يعود بالنفع على البلدين.
وقدرت دراسة الضبع، حجم الاستثمارات الكويتية الإجمالية التراكمية في مصر سواء المباشرة أو غير المباشرة بما يزيد عن 15 مليار دولار، مشيرًا إلى أن تلك التقديرات تشمل نحو 3 مليارات دولار رصيد استثمارات كويتية مباشرة متراكمة، وفق قانون الاستثمار المنفذ عبر الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، من خلال نحو 930 شركة كويتية تعمل في عدة قطاعات أهمها الصناعة، والتشييد، والبناء، والاتصالات، والخدمات المالية، والتجارة، وكذلك استثمارات كويتية أخرى في شركات مصرية عبر شراكاتـ وأطر قانونية أخرى في مجالات السياحة والبترول وغيرها، إضافة الى استثمارات غير مباشرة في الشركات المدرجة في البورصة المصرية، هذا الى جانب استثمارات ضخمة في قطاع العقار من قبل الافراد والمؤسسات.
ودعت الدراسة، الحكومة المصرية لبذل المزيد من الجهود لاستقطاب الفوائض المالية الكويتية الضخمة المقدرة بما يزيد عن 500 مليار دولار والتي تدار من قبل الهيئة العامة للاستثمار ومؤسسة البترول الكويتية، ومؤسسات القطاع الخاص وغيرها من الجهات، خصوصا وأن صافي تدفقات الاستثمار المباشر الكويتية إلى مصر، وحسب بيانات البنك المركزي المصري بلغت نحو 490 مليون دولار خلال الـ5 سنوات الممتدة ما بين عامي 2009/2010 و2013/2014 .
وتوقعت الدراسة، أن تشهد الاستثمارات الكويتية نموًا لافتًا في الفترة المقبلة، وخصوصًا بعد تحسن مناخ الاستثمار في مصر نتيجة استقرار الأوضاع السياسية، والجهود التي تبذلها الحكومة المصرية على صعيد تطوير، وتحسين البنية التحتية، وكذلك البيئة المؤسسية، والقانونية، والإجرائية ولاسيما مع قرب إقرار القانون الجديد للاستثمار، وتسوية نزاعات غالبية المستثمرين فضلاً عن طرح العديد من فرص الاستثمار المجدية في المشروعات التنموية المصرية الكبرى، وفي مقدمتها مشروع محور قناة السويس هذا إلى جانب جهود الترويج للاستثمار التي تبذلها المؤسسات المصرية من خلال الفعاليات، والمؤتمرات الضخمة، وفي مقدمتها مؤتمر مارس المقبل في شرم الشيخ.
وفي المقابل تتزايد الاستثمارات المصرية في الكويت، والمقدر إجماليها بنحو 1.1 مليار دولار عبر العديد من رجال الأعمال المصريين المقيمين من أبناء الجالية، أو عبر شراكات لمؤسسات، وأفراد من مصر، وفي العديد من القطاعات، وخصوصًا قطاع البناء والتشييد والخدمات وفروع الشركات المصرية في الكويت إلى جانب استثمارات المصريين في سوق الكويت للأوراق المالية وبمتوسط 20 ألف دينار، "70 ألف دولار" لنحو 5% فقط من العاملين من أبناء الجالية، والتي من الممكن أن تقفز إذا ما تم تسهيل قيود الاستثمار، والتملك وخصوصًا في العقار.
وأوضح الضبع، أن حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت، يشهد نموًا واضحًا، ووصل إلى نحو 3 مليارات دولار في العام 2013/2014 وفق البنك المركزي المصري ارتفاعًا من نحو 2.9 مليار دولار عام 2012/2013، إلا أن معظمها صادرات مواد بترولية بقيمة تزيد عن 2.6 مليار دولار من الكويت إلى مصر، جعلت الميزان التجاري بين البلدين يميل لصالح الكويت بما يزيد عن تلك القيمة قليلاً.
وقال الضبع، إنه ورغم كبر حجم التجارة بين البلدين ألا أنها لا تمثل سوى 3.5% من إجمالي تجارة مصر الخارجية مع العالم، والبالغة نحو 86 مليار دولار، ولا تمثل أيضًا سوى 2.5% من إجمالي تجارة الكويت الخارجية البالغة نحو 120 مليار دولار.
واعتبر الضبع، أن هناك فرص كبيرة لتنمية حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في الفترة المقبلة خصوصًا إذا ما تم تعزيز جهود التسويق للمنتجات المصرية الصناعية والزراعية في الكويت لاسيما، وأن مصر احتلت مؤخرًا المرتبة الـ 18 في قائمة أهم المصدرين إلى الكويت.
كما أشارت الدراسة إلى أنها شملت منذ 30 يونيو 2013 مساعدات حكومية كويتية مباشرة بلغت نحو 4 مليارات دولار منها ملياري دولار، كوديعة في البنك المركزي المصري، لدعم الاحتياطيات الدولية المصرية، ومليار دولار كمساعدات عينية نفطية، ومليار دولار منحة لا ترد، كذلك قدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ إنشائه نحو 2.4 مليار دولار لتمويل مشاريع مصرية في مختلف القطاعات.
وأوضحت الدراسة، أن الجالية المصرية والمقدر عددها بنحو 460 ألفًا -وفق وزارة الداخلية الكويتية -وتعد الثانية من حيث الحجم بعد الجالية الهندية تقوم بدور متزايد في العديد من القطاعات التنموية والخدمية، عبر 46 ألف كادر في القطاع الحكومي، و277 ألفًا في القطاع الخاص، وبإجمالي 323 ألف عامل، وتساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية من خلال انفاقها الإجمالي داخل الكويت الذي لا يقل عن 3.2 مليار دولار سنويًا على بنود متنوعة منها الإقامة، والسكن، والمعيشة، والتعليم، والصحة، والسفر، وغيره وبمتوسط 10 الآلاف دولار سنويًا، و28 دولار يوميًا للفرد.
كما تقوم الجالية المصرية في الكويت بتحويل ما يقرب من 3.5 مليار دولار سنويًا إلى مصر من إجمالي 11 مليار دولار يتم تحويلها سنويًا من دول الخليج، حسب تقديرات كتاب حقائق عن الهجرة والتحويلات الصادر عن البنك الدولي.
وتحتضن مصر نحو 22 ألف مقيم كويتي منهم 20 ألفًا بغرض التعليم ينفقون نحو 814 مليون دولار سنويًا بمتوسط 37 ألف دولار سنويًا، و 100 دولار يوميًا للفرد.
وكشفت الدراسة، أن مصر تستقبل سنويًا نحو 110 ألف سائح كويتي، وفق تقديرات عام 2014، وتمثل مقصدًا سياحيًا تقليديًا بالنسبة لهم، ولأكثر من مرة خلال العام، وبمعدل 4 ملايين ليلة سياحية وبإنفاق إجمالي يزيد عن 600 مليون دولار سنويًا بمتوسط 150 دولار في الليلة، وفي المقابل تشهد الزيارات السياحية المصرية إلى الكويت نموًا واضحًا في السنوات الأخيرة وخصوصًا مع وجود جالية كبيرة، وتسهيلات وانفتاح متزايد من قبل السلطات الكويتية، إلى جانب وجود 132 ألف مصري يقيمون في الكويت كملتحقين بعوائلهم، ولا يعملون ويمثلون سياح دائمين بإنفاق يتجاوز 1.3 مليار دولار سنويًا وبمتوسط 10 آلاف دولار سنويًا ونحو 28 دولار يوميًا للفرد.
كما ترتبط مصر بالكويت بالعديد من الاتفاقيات التي بدأت باتفاقية تجارية عام 1964 تلاه اتفاقات أخرى منها الاتفاقين الموقعين بين غرفتي التجارة في عامي 1977 و2001، واتفاق النقل البري للركاب عام 1998، وتأسيس اللجنة العليا المشتركة المصرية الكويتية عام 1998، واتفاق التعاون العلمي والفني في مجالات المواصفات، والمقاييس، ومراقبة الجودة ومنح شهادات المطابقة عام 1998، واتفاق التعاون الزراعي عام 2000 واتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات في 2001، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي في عام 2004، واتفاقات تجارية واقتصادية أخرى جرى توقيعها مؤخرا.
كما يوجد تعاون وثيق بين البلدين في قطاع النفط، حيث تستورد مصر سنويًا من الكويت نحو 12 مليون برميل من المنتجات البترولية و1.2 مليون برميل من النفط الخام، كما تنقل الكويت حصة من نفطها عبر قناة السويس إلى السوق الأوروبية، أو إضافة إلى التعاون في خط سوميد، لنقل النفط من خليج السويس للبرج المتوسط، والذي تمتلكه مصر مناصفة مع دول الكويت، والسعودية، والإمارات، وقطر، فضلاً عن وجود عدد من الشركات النفطية الكويتية العاملة في قطاع البترول المصري.
وأشار إلى أن الخبراء يرون المزيد من فرص التعاون، في مجال الاستثمار المشترك في مجال تخزين، وتكرير النفط على ساحل البحر المتوسط المصري وبما يحقق مصلحة الطرفين.