"القومي للبحوث" يطالب بمواجهة انبعاثات الفحم من محطات توليد الكهرباء
أوصت ورشة عمل أخيرة للمركز القومي للبحوث عن "البعد الصحي والبيئي لانبعاثات مصادر الطاقة المختلفة"، بضرورة تقليل انبعاثات وقود الفحم المحترق في محطات توليد الكهرباء المخطط تنفيذها خلال الأشهر المقبلة.
قال الدكتور ياسر حسن رئيس قسم تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث، إن انبعاثات وقود الفحم المحترق في محطات توليد الكهرباء والطاقة تحتوي على 40% من الملوثات الخطرة المنبعثة من الموقع مقارنة بمواقع مصادر التلوث الأخرى.
وتشتمل ملوثات الهواء الخطرة المنبعثة من وقود الفحم على الغازات الحمضية مثل غاز كلوريد الهيدروجين و فلوريد الهيدروجين، والمواد المسرطنة مثل الديوكسينات و الفيورانات (وعلى الأخص مركبات (TCDD، بالإضافة إلى الزئبق مثل ميثيل الزئبق والمعادن الأخرى وأشباه المعادن (الغير مشعة) مثل الزرنيخ والبريليوم والكادميوم والكروم والنيكل والسيلينيوم والمنجنيز والرصاص، والمركبات العضوية الهيدروكربونية الأروماتية مثل النفثالين و البنزوانثراسين و البنزوبيرين، و أيضًا النظائر المشعة مثل الراديوم و اليورانيوم والمركبات العضوية المتطايرة مثل البنزين و التولوين وإيثيل البنزين و الزيلين و الألدهيدات مثل الفورمالدهيد.
وعرضت الدكتورة أمل سعد الدين حسين أستاذ صحة البيئة والطب الوقائي بالمركز القومي للبحوث، وعضو اللجنة الوطنية للسميات بعض الإحصائيات الدولية عن استخدام الفحم كوقود والاتجاهات الدولية نحو التحول إلى الطاقة النظيفة كحل بديل للوقود الأحفوري، حفاظًا على البيئة وعلى صحة المواطنين.
ويسعى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2020، إلى تقليل انبعاثات الكربون في الهواء بنسبة 80%، وقام الاتحاد بوضع معايير صارمة على محطات الكهرباء والمصانع التي تعمل بالفحم في دول الاتحاد.
واتجهت دولًا كثيرة في العالم نحو الطاقة المتجددة ''الشمس والرياح''، واستخدام بدائل أخرى أقل ضررًا من الفحم في إنتاج الطاقة ومنها المخلفات الصلبة والغاز الصخري، وهناك أمثلة لدول بدأت في تخفيض استخدامها للفحم مثل ألمانيا التي خفضت استخدامها للفحم خلال 5 سنوات من 82% إلى 66 % واستبدال الفحم بالقمامة لتوليد الطاقة، أما هولندا فهي الآن تعتمد على المخلفات الزراعية والمنزلية الصلبة ومخلفات الصرف الصحي في توليد 98% من الطاقة اللازمة لمصانع الأسمنت.
وفي أمريكا بدأ الاعتماد بشكل أكبر خلال العامين الماضيين على إنتاج الطاقة باستخدام الغاز الحجري، وذلك لأنه متوفر بكثرة في أمريكا كما أن تكلفة إخراجه زهيدة، وهي الآن تنتج 21% من طاقتها الكهربائية باستخدام الغاز الصخري.
وبدأت دول القارة الأفريقية مثل كينيا والمغرب في إنتاج 60% من طاقتها باستخدام الطاقة الشمسية، ففي كندا أصدرت الحكومة الفيدرالية مشروع نظام لمحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم من شأنها أن تجعل من أهداف كندا التقليل من استخدام الفحم للحد من انبعاثات الغازات المسببة للتغيرات المناخية، وذلك من خلال تقليل الانبعاثات الناتجة من الكهرباء إلى 90% بحلول عام 2020.
أما الصين، لكونها المستهلك الرئيسي للطاقة في عام 2012، ولمواجهة الضغوط الدولية للحث على تقليص انبعاثات الكربون، بدأت في تطبيق استراتيجية وطنية جزئية لحفظ الطاقة، والتخفيف من انبعاثات الكربون، أما في مصر فقد بدأت إحدى مصانع الأسمنت باستخدام قش الأرز والمخلفات الزراعية الصلبة في إنتاج 10% من الطاقة التي تلزمها في الصناعة، مما قد يخفف من مشاكل حرق الأرز في المزارع.