«عبدالعاطي»: انعقاد «COP27» في مصر يمنحنا قوة لإنجاز مصالح القارة
الدكتور أحمد عبدالعاطي
قال الدكتور أحمد عبدالعاطى، رئيس لجنة العلم والتكنولوجيا الأفريقية باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وممثل أفريقيا ونائب رئيس مكتب اللجنة عالمياً، إن مصر أدت دوراً كبيراً فى تقليل الانبعاثات من خلال إقامة كثير من المشروعات مع الجهات المانحة لتقليل الانبعاثات فى مجالات الصناعة والزراعة والنقل. وأكد، فى حواره لـ«الوطن»، أن المؤتمر فرصة لجمع الجهات الدولية والمؤسسات المانحة جنباً إلى جنب مع الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية، مشيراً إلى أن الدولة المضيفة سيكون لها الأفضلية، حيث ستلعب الأرض مع المفاوض المصرى دوراً كبيراً للغاية فى نجاح المفاوضات. وإلى نص الحوار:
كيف ترى أهمية قمة المناخ بشرم الشيخ لقارة أفريقيا؟
- يُعتبر مؤتمر تغير المناخ بالنسبة لقارة أفريقيا فرصة ذهبية لأنها من أكثر المناطق فى العالم تأثراً بتغير المناخ، وتلك المنطقة بأكملها لا ينتج منها أكثر من 3٪ انبعاثات كربونية، وبالتالى لم يكن لها دور فى التغير المناخى، حيث إن كافة التأثيرات الموجودة ناتجة عن دول مجموعة العشرين الصناعية. وهناك التزام أدبى وأخلاقى على الدول الصناعية الكبرى بأن تدعم الدول الفقيرة التى تسعى إلى حياة كريمة لأفرادها، لأنه إذا استمر هذا الوضع سيؤثر على استقرار النظم فى أفريقيا والهجرة غير الشرعية ويؤدى لعدم استقرار الأوضاع أمنياً فى أفريقيا، مما يؤثر على باقى دول العالم.
ما دور مصر فى دعم القارة السمراء من حيث المشروعات والتمويلات المطلوبة لها؟
- مصر تمتلك الكثير من الخبرات والكوادر التى لا بد أن تدعم بها القارة الأفريقية تقنياً وبشرياً والكثير من التجارب الناجحة فى شتى المناحى للتأقلم مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى دور مصر فى دعم فكرة إنشاء السوق الأفريقية المشتركة، بما لهذا المشروع من أهمية، ومن الضرورى إنشاء شبكة رصد للتغيرات المناخية تشمل كافة دول أفريقيا، وهناك مبادرة سيتقدم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى تتضمن احتضان مصر مرصداً لرصد الجفاف على مستوى القارة الأفريقية يتمركز فى القاهرة وتنتشر فروعه فى الخمسة أقاليم الأفريقية، ومن المفترض مستقبلاً أن تغطى الشبكة كل دول القارة، ومن هنا يتبين أن مصر تمتلك القدرة على تكوين مجتمع مقاوم للجفاف بدلاً من انتظار الكارثة ثم نفكر فى الحل، فالدول المتقدمة لديها دائماً خطة استباقية.
ممثل إفريقيا بـ«الأمم المتحدة»: مصر طرحت 7 مبادرات للقارة تشمل «الغذاء والطاقة وحياة كريمة وإفريقيا بلا مخلفات»
كما طرحت رئاسة مصر 7 مبادرات تخص القارة والهدف تبنيها ودعمها وإطلاقها نحو التنفيذ، تلك المبادرات تشمل الغذاء والطاقة وحياة كريمة بأفريقيا ومبادرة أفريقيا 2050 المتعلقة بالمخلفات وتهدف لأفريقيا بلا مخلفات.
كيف ستستفيد مصر كدولة أفريقية من قمة شرم الشيخ، لا سيما أنها من أقل الدول تسبباً فى ظواهر تغير المناخ؟
- التغيرات المناخية وتأثيرها على مصر خلال العقد الأخير موضع نقاش مهم جداً تماشياً مع انعقاد COP27 على أرض مصر، وهذه فرصة ذهبية لا تعوض، كما أن المؤتمر فرصة لجمع الجهات الدولية والمؤسسات المانحة مع الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية، وسيكون للدولة المضيفة الأفضلية، والأرض مع المفاوض المصرى ولها دور كبير فى نجاح المفاوضات، كما سيؤدى ذلك دوراً فى تحقيق الأهداف المرجوة لمصر وأفريقيا.
كيف تقيّم جهود مصر لمواجهة التغيرات المناخية؟
- يجب الإشادة بجهود الدولة المصرية فى تقليل الانبعاثات من خلال إقامة مشروعات مع جهات مانحة لتقليل انبعاثات قطاع الصناعة بشكل كبير جداً، وقامت الدولة بجهود كثيرة من خلال وزارتى البيئة والزراعة مثل مشروعات تدوير المخلفات الزراعية ومكابس قش الأرز وتحويلها لمشروعات ناجحة لإنتاج الغاز والسماد العضوى لزيادة خصوبة التربة، إضافة لجهود حماية الشواطئ للحد من تآكل الشواطئ المصرية من خلال المصدات وغيرها، وجهود الرصد المتمثلة فى وزارة الطيران المدنى والأرصاد الجوية وهيئة الاستشعار عن بُعد، حيث ساهم الجميع بشكل كبير فى رصد وتتبع الحالة المناخية والآثار السلبية واقتراح كيفية التعامل معها.
مكافحة التصحر
يُعتبر قطاع الزراعة من القطاعات التى تأثرت بشكل كبير، وتناقصت الإنتاجية بشكل ضخم عالمياً بفعل التغيرات المناخية، وتوجد بعض الجهات والمناطق لم تثمر فيها الأشجار مثلما حدث فى محصول الزيتون، وذلك نتيجة للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى التأثيرات التى واجهتها أشجار المانجو، سواء من ناحية طرح أو جودة الثمار التى قلّ حجمها أو حتى نضجها.